Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 46-46)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تبارك وتعالى قل يا محمد لهؤلاء الكافرين الزاعمين أنك مجنون { إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَٰحِدَةٍ } أي إنما آمركم بواحدة ، وهي { أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَـٰحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ } أي تقوموا قياماً خالصاً لله عز وجل ، من غير هوى ولا عصبية ، فيسأل بعضكم بعضاً هل بمحمد من جنون ؟ فينصح بعضكم بعضاً ، { ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ } أي ينظر الرجل لنفسه في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ويسأل غيره من الناس عن شأنه إن أشكل عليه ، ويتفكر في ذلك ، ولهذا قال تعالى { أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَـٰحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ } هذا معنى ما ذكره مجاهد ومحمد بن كعب والسدي وقتاده وغيرهم ، وهذا هو المراد من الآية . فأما الحديث الذي رواه ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا صدقة بن خالد ، حدثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول " أعطيت ثلاثاً لم يعطهن أحد قبلي ولا فخر أحلت لي الغنائم ولم تحل لمن قبلي ، كانوا قبلي يجمعون غنائمهم فيحرقونها ، وبعثت إلى كل أحمر وأسود ، وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً أتيمم بالصعيد ، وأصلي فيها حيث أدركتني الصلاة ، قال الله تعالى { أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ } وأعنت بالرعب مسيرة شهر بين يدي " فهو حديث ضعيف الإسناد ، وتفسير الآية بالقيام في الصلاة في جماعة وفرادى بعيد ، ولعله مقحم في الحديث من بعض الرواة ، فإن أصله ثابت في الصحاح وغيرها ، والله أعلم . وقوله تعالى { إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } قال البخاري عندها حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا محمد بن خازم ، حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا ذات يوم ، فقال " يا صباحاه " فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا مالك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم أما كنتم تصدقوني ؟ " قالوا بلى ، قال صلى الله عليه وسلم " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب تباً لك ، ألهذا جمعتنا ؟ فأنزل الله عز وجل { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } المسد 1 وقد تقدم عند قوله تعالى { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } الشعراء 214 . وقال الإمام أحمد حدثنا أبو نعيم . حدثنا بشير بن المهاجر ، حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ، فنادى ثلاث مرات ، فقال " أيها الناس أتدرون ما مثلي ومثلكم ؟ " قالوا الله تعالى ورسوله أعلم ، قال صلى الله عليه وسلم " إنما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدواً يأتيهم ، فبعثوا رجلاً يتراءى لهم ، فبينما هو كذلك ، أبصر العدو ، فأقبل لينذرهم ، وخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه ، فأهوى بثوبه ، أيها الناس أوتيتم ، أيها الناس أوتيتم " ثلاث مرات ، وبهذا الإسناد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بعثت أنا والساعة جميعاً إن كادت لتسبقني " تفرد به الإمام أحمد في مسنده .