Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 45-48)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تبارك وتعالى مخبراً عن فضائل عباده المرسلين ، وأنبيائه العابدين { وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِى ٱلأَيْدِى وَٱلأَبْصَـٰرِ } يعني بذلك العمل الصالح ، والعلم النافع ، والقوة في العبادة ، والبصيرة النافذة ، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما { أُوْلِى ٱلأَيْدِى } يقول أولي القوة والعبادة { وٱلأَبْصَـٰرَ } يقول الفقه في الدين . وقال مجاهد { أُوْلِى ٱلأَيْدِى } يعني القوة في طاعة الله تعالى ، والأبصار يعني البصر في الحق . وقال قتادة والسدي أعطوا قوة في العبادة ، وبصراً في الدين . وقوله تبارك وتعالى { إِنَّآ أَخْلَصْنَٰهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } قال مجاهد أي جعلناهم يعملون للآخرة ، ليس لهم غيرها . وكذا قال السدي ذكرهم للآخرة ، وعملهم لها . وقال مالك بن دينار نزع الله تعالى من قلوبهم حب الدنيا وذكرها ، وأخلصهم بحب الآخرة وذكرها ، وكذا قال عطاء الخراساني . وقال سعيد بن جبير يعني بالدار الجنة ، يقول أخلصناها لهم بذكرهم لها ، وقال في رواية أخرى ذكرى الدار عقبى الدار ، وقال قتادة كانوا يذكرون الناس الدار الآخرة ، والعمل لها ، وقال ابن زيد جعل لهم خاصة أفضل شيء في الدار الآخرة . وقوله تعالى { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأَخْيَارِ } أي لمن المختارين المجتبين الأخيار فهم أخيار مختارون . وقوله تعالى { وَٱذْكُرْ إِسْمَـٰعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَذَا ٱلْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ } قد تقدم الكلام على قصصهم وأخبارهم مستقصاة في سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بما أغنى عن إعادته ههنا . وقوله عز وجل { هَـٰذَا ذِكْرٌ } أي هذا فصل فيه ذكر لمن يتذكر ، قال السدي يعني القرآن العظيم .