Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 49-54)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السعداء أن لهم في الدار الآخرة لحسن مآب ، وهو المرجع والمنقلب ، ثم فسره بقوله تعالى { جَنَّاتِ عَدْنٍ } أي جنات إقامة مفتحة لهم الأبواب . والألف واللام ههنا بمعنى الإضافة ، كأنه يقول مفتحة لهم أبوابها ، أي إذا جاؤوها فتحت لهم أبوابها ، قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن ثواب الهباري ، حدثنا عبد الله بن نمير ، حدثنا عبد الله بن مسلم ، يعني ابن هرمز ، عن ابن سابط عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة قصراً يقال له عدن ، حوله البروج والمروج ، له خمسة آلاف باب ، عند كل باب خمسة آلاف حبرة ، لا يدخله ــــ أو لا يسكنه ــــ إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عدل " وقد ورد في ذكر أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة . وقوله عز وجل { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا } قيل متربعين على سرر تحت الحجال { يَدْعُونَ فِيهَا بِفَـٰكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } أي مهما طلبوا ، وجدوا ، وأحضر كما أرادوا { وَشَرَابٍ } أي من أي أنواعه شاؤوا أتتهم به الخدام { بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } الواقعة 18 { وَعِندَهُمْ قَـٰصِرَٰتُ ٱلطَّرْفِ } الصافات 48 أي عن غير أزواجهن ، فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن { أَتْرَابٌ } أي متساويات في السن والعمر . هذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب والسدي { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } أي هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة هي التي وعدها لعباده المتقين التي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار . ثم أخبر تبارك وتعالى عن الجنة أنه لا فراغ لها ولا زوال ولا انقضاء ولا انتهاء ، فقال تعالى { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } كقوله عز وجل { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ } النحل 96 وكقوله جل وعلا { عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } هود 108 وكقوله تعالى { لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } فصلت 8 أي غير مقطوع ، وكقوله عز وجل { أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّعُقْبَى ٱلْكَـٰفِرِينَ ٱلنَّارُ } الرعد 35 والآيات في هذا كثيرة جداً .