Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 127-127)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال البخاري حدثنا عبيد بن إسماعيل ، حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها { وَيَسْتَفْتُونَكَ فِى ٱلنِّسَآءِ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ } إلى قوله { لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ } قالت عائشة هو الرجل تكون عنده اليتيمة ، هو وليها ووارثها ، فأشركته في ماله ، حتى في العذق ، فيرغب أن ينكحها ، ويكره أن يزوجها رجلاً فيشركه في ماله بما شركته ، فيعضلها ، فنزلت هذه الآية ، وكذلك رواه مسلم عن أبي كريب ، وعن أبي بكر بن أبي شيبة ، كلاهما عن أبي أسامة . وقال ابن أبي حاتم قرأت على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني يونس عن ابن شهاب ، أخبرني عروة بن الزبير ، قالت عائشة ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فيهن ، فأنزل الله { وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي ٱلنِّسَآءِ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَابِ } الآية ، قال والذي ذكر الله أنه يتلى عليه في الكتاب ، الآية الأولى التي قال الله { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِى ٱلْيَتَـٰمَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ } النساء 3 ، وبهذا الإسناد عن عائشة قالت وقول الله عز وجل { وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ } رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال ، فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن ، وأصله ثابت في الصحيحين من طريق يونس بن يزيد الأيلي به . والمقصود أن الرجل إذا كان في حجره يتيمة يحل له تزويجها ، فتارة يرغب في أن يتزوجها ، فأمره الله أن يمهرها أسوة أمثالها من النساء ، فإن لم يفعل ، فليعدل إلى غيرها من النساء ، فقد وسع الله عز وجل ، وهذا المعنى في الآية الأولى التي في أول السورة ، وتارة لا يكون له فيها رغبة لدمامتها عنده ، أو في نفس الأمر ، فنهاه الله عز وجل أن يعضلها عن الأزواج خشية أن يشركوه في ماله الذي بينه وبينها . كما قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية ، وهي قوله { فِى يَتَـٰمَى ٱلنِّسَآءِ } الآية كان الرجل في الجاهلية تكون عنده اليتيمة ، فيلقي عليها ثوبه ، فإذا فعل ذلك ، لم يقدر أحد أن يتزوجها أبداً ، فإن كانت جميلة وهويها ، تزوجها وأكل مالها ، وإن كانت دميمة ، منعها الرجال أبداً حتى تموت ، فإذا ماتت ورثها ، فحرم الله ذلك ، ونهى عنه . وقال في قوله { وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلْوِلْدَٰنِ } كانوا في الجاهلية لا يورثون الصغار ولا البنات ، وذلك قوله { لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ } فنهى الله عن ذلك ، وبين لكل ذي سهم سهمه ، فقال { لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأَنْثَيَيْنِ } النساء 11 صغيراً أو كبيراً . وكذا قال سعيد بن جبير وغيره . وقال سعيد بن جبير في قوله { وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَـٰمَىٰ بِٱلْقِسْطِ } كما إذا كانت ذات جمال ومال ، نكحتها واستأثرت بها ، كذلك إذا لم تكن ذات مال ولا جمال ، فانكحها واستأثر بها . وقوله { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً } تهييجاً على فعل الخيرات وامتثال الأوامر ، وأن الله عز وجل عالم بجميع ذلك ، وسيجزي عليه أوفر الجزاء وأتمه .