Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 13-14)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي هذه الفرائض والمقادير التي جعلها الله للورثة بحسب قربهم من الميت ، واحتياجهم إليه ، وفقدهم له عند عدمه ، هي حدود الله ، فلا تعتدوها ، ولا تجاوزوها ، ولهذا قال { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي فيها ، فلم يزد بعض الورثة ، ولم ينقص بعضها بحيلة ووسيلة ، بل تركهم على حكم الله وفريضته وقسمته { يُدْخِلْهُ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـارُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَـٰلِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } أي لكونه غير ما حكم الله به ، وضاد الله في حكمه ، وهذا إنما يصدر عن عدم الرضا بما قسم الله وحكم به ، ولهذا يجازيه بالإهانة في العذاب الأليم المقيم . قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر عن أيوب عن أشعث بن عبد الله ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة ، فإذا أوصى ، حاف في وصيته ، فيختم له بشر عمله ، فيدخل النار ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة ، فيعدل في وصيته ، فيختم له بخير عمله ، فيدخل الجنة » قال ثم يقول أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } إلى قوله { عَذَابٌ مُّهِينٌ } قال أبو داود في باب الإضرار في الوصية من سننه حدثنا عَبْدَة بن عبد الله ، أخبرنا عبد الصمد ، حدثنا نصر بن علي الحُدَّاني ، حدثنا الأشعث بن عبد الله بن جابر الحداني ، حدثني شهر بن حوشب أن أبا هريرة حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الرجل ليعمل أو المرأة بطاعة الله ستين سنة ، ثم يحضرهما الموت ، فيُضارّان في الوصية ، فتجب لهما النار " وقال قرأ عليّ أبو هريرة من ههنا { مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٌٍّ } حتى بلغ { وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } وهكذا رواه الترمذي وابن ماجه من حديث ابن عبد الله بن جابر الحداني ، به ، وقال الترمذي حسن غريب ، وسياق الإمام أحمد أتم وأكمل .