Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 32-32)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال الإمام أحمد حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال قالت أم سلمة يارسول الله ، يغزو الرجال ولا نغزو ، ولنا نصف الميراث ، فأنزل الله { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } . ورواه الترمذي عن ابن أبي عمر ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أم سلمة أنها قالت قلت يارسول الله ، فذكره ، وقال غريب . ورواه بعضهم عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد أن أم سلمة قالت يا رسول الله ، فذكره . ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير ، وابن مردويه والحاكم في مستدركه من حديث الثوري عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال قالت أم سلمة يا رسول الله ، لا نقاتل فنستشهد ، ولا نقطع الميراث ، فنزلت الآية ، ثم أنزل الله { أَنِّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ } آل عمران 195 الآية ، ثم قال ابن أبي حاتم وكذا روى سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح بهذا اللفظ ، وروى يحيى القطان ووكيع بن الجراح عن الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أم سلمة قالت قلت يا رسول الله ، وروي عن مقاتل بن حيان وخصيف نحو ذلك ، وروى ابن جرير من حديث ابن جريج عن عكرمة ومجاهد أنهما قالا أنزلت في أم سلمة . وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن شيخ من أهل مكة ، قال نزلت هذه الآية في قول النساء ليتنا الرجال ، فنجاهد كما يجاهدون ، ونغزو في سبيل الله عز وجل . وقال ابن أبي حاتم أيضاً حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية ، حدثني أحمد ابن عبد الرحمن ، حدثني أبي ، حدثنا الأشعث بن إسحاق عن جعفر ، يعني ابن أبي المغيرة ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس في الآية ، قال أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله ، للذكر مثل حظ الأنثيين ، وشهادة امرأتين برجل ، ونحن في العمل هكذا ، إن عملت امرأة حسنة كتبت لها نصف حسنة ، فأنزل الله هذه الآية { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ } الآية ، فإنه عدل مني وأنا صنعته . وقال السدي في الآية فإن الرجال قالوا أنا نريد أن يكون لنا من الأجر الضعف على أجر النساء ، كما لنا في السهام سهمان ، وقالت النساء إنا نريد أن يكون لنا أجر مثل أجر الشهداء ، فإنا لا نستطيع أن نقاتل ، ولو كتب علينا القتال لقاتلنا ، فأبى الله ذلك ، ولكن قال لهم سلوني من فضلي ، قال ليس بعرض الدنيا ، وقد روي عن قتادة نحو ذلك . وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في الآية ، قال ولا يتمنى الرجل فيقول ليت ، لو أن لي مال فلان وأهله ، فنهى الله عن ذلك ، ولكن ليسأل الله من فضله . وقال الحسن ومحمد بن سيرين وعطاء والضحاك ، نحو هذا وهو الظاهر من الآية ، ولا يرد على هذا ما ثبت في الصحيح " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ، فيقول رجل لو أن لي مثل ما لفلان ، لعملت مثله ، فهما في الأجر سواء " ، فإن هذا شيء غير ما نهت عنه الآية ، وذلك أن الحديث حض على تمني مثل نعمة هذا ، والآية نهت عن تمني عين نعمة هذا ، فقال { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } أي في الأمور الدنيوية ، وكذا الدينية أيضاً لحديث أم سلمة وابن عباس . وهكذا قال عطاء بن أبي رباح نزلت في النهي عن تمني ما لفلان ، وفي تمني النساء أن يكن رجالاً فيغزون ، رواه ابن جرير . ثم قال { لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبْنَ } أي كل له جزاء على عمله بحسبه ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، هذا قول ابن جرير . وقيل المراد بذلك في الميراث ، أي كل يرث بحسبه ، رواه الوالبي عن ابن عباس . ثم أرشدهم إلى ما يصلحهم ، فقال { وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ } لا تتمنوا ما فضلنا به بعضكم على بعض ، فإن هذا أمر محتوم ، والتمني لا يجدي شيئاً ، ولكن سلوني من فضلي أعطكم ، فإني كريم وهاب . وقد روى الترمذي وابن مردويه من حديث حماد بن واقد ، سمعت إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل ، وإن أفضل العبادة انتظار الفرج " ثم قال الترمذي كذا رواه حماد بن واقد ، وليس بالحافظ ، ورواه أبو نعيم عن إسرائيل ، عن حكيم بن جبير ، عن رجل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح ، وكذا رواه ابن مردويه من حديث وكيع عن إسرائيل ، ثم رواه من حديث قيس بن الربيع عن حكيم بن جبير ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل ، وإن أحب عباده إليه الذي يحب الفرج " ، ثم قال { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيماً } أي هو عليم بمن يستحق الدنيا فيعطيه منها ، وبمن يستحق الفقر فيفقره ، وعليم بمن يستحق الآخرة فيقيضه لأعمالها ، وبمن يستحق الخذلان فيخذله عن تعاطي الخير وأسبابه ، لهذا قال { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيماً } .