Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 53-55)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى أم لهم نصيب من الملك ، وهذا استفهام إنكاري ، أي ليس لهم نصيب من الملك . ثم وصفهم بالبخل ، فقال { فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ ٱلنَّاسَ نَقِيراً } ، أي لأنهم لو كان لهم نصيب في الملك والتصرف ، لما أعطوا أحداً من الناس ، ولا سيما محمداً صلى الله عليه وسلم شيئاً ، ولا ما يملأ النقير ، وهو النقطة التي في النواة ، في قول ابن عباس والأكثرين . وهذه الآية كقوله تعالى { قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّى إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنفَاقِ } الإسراء 100 أي خوف أن يذهب ما بأيديكم ، مع أنه لا يتصور نفاده ، وإنما هو من بخلكم وشحكم ، ولهذا قال تعالى { وَكَانَ ٱلإنْسَـٰنُ قَتُورًا } الإسراء 100 أي بخيلاً ، ثم قال { أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } يعني بذلك حسدهم النبي صلى الله عليه وسلم على ما رزقه الله من النبوة العظيمة ، ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم له لكونه من العرب ، وليس من بني إسرائيل . وقال الطبراني حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا يحيى الحماني ، حدثنا قيس بن الربيع عن السدي ، عن عطاء ، عن ابن عباس في قوله { أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ } الآية ، قال ابن عباس نحن الناس دون الناس ، قال الله تعالى { فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَٰهِيمَ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَـٰهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً } أي فقد جعلنا في أسباط بني إسرائيل ، الذين هم من ذرية إبراهيم ، النبوة ، وأنزلنا عليهم الكتب ، وحكموا فيهم بالسنن ، وهي الحكمة ، وجعلنا منهم الملوك ، ومع هذا { فَمِنْهُمْ مَّنْ ءَامَنَ بِهِ } ، أي بهذا الإيتاء ، وهذا الإنعام ، { وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ } أي كفر به ، وأعرض عنه ، وسعى في صد الناس عنه ، وهو منهم ومن جنسهم ، أي من بني إسرائيل ، فقد اختلفوا عليهم ، فكيف بك يا محمد ولست من بني إسرائيل ؟ وقال مجاهد { فَمِنْهُمْ مَّنْ ءَامَنَ بِهِ } ، أي بمحمد صلى الله عليه وسلم { وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ } ، فالكفرة منهم أشد تكذيباً لك ، وأبعد عما جئتهم به من الهدى ، والحق المبين ، ولهذا قال متوعداً لهم { وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً } أي وكفى بالنار عقوبة لهم على كفرهم وعنادهم ، ومخالفتهم كتب الله ورسله .