Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 56-57)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عما يعاقب به في نار جهنم من كفر بآياته ، وصد عن رسله ، فقال { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـآيَـٰتِنَا } الآية ، أي ندخلهم ناراً دخولاً يحيط بجميع أجرامهم وأجزائهم ، ثم أخبر عن دوام عقوبتهم ونكالهم ، فقال { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَـٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ } قال الأعمش عن ابن عمر إذا احترقت جلودهم ، بدلوا جلوداً غيرها بيضاء أمثال القراطيس ، رواه ابن أبي حاتم ، وقال يحيى ابن يزيد الحضرمي أنه بلغه في الآية ، قال يجعل للكافر مائة جلد ، بين كل جلدين لون من العذاب ، ورواه ابن أبي حاتم . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا حسين الجعفي عن زائدة ، عن هشام ، عن الحسن قوله { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ } الآية ، قال تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة . قال حسين وزاد فيه فضيل عن هشام عن الحسن { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ } قيل لهم عودوا ، فعادوا . وقال أيضاً ذكر عن هشام بن عمار ، حدثنا سعيد ابن يحيى يعني سعدان حدثنا نافع مولى يوسف السلمي البصري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال قرأ رجل عند عمر هذه الآية { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَـٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا } فقال عمر أعدها علي ، فأعادها ، فقال معاذ بن جبل عندي تفسيرها تبدل في ساعة مائة مرة . فقال عمر هكذا سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رواه ابن مردويه عن محمد بن أحمد بن إبراهيم ، عن عبدان بن محمد المروزي ، عن هشام بن عمار ، به . ورواه من وجه آخر بلفظ آخر ، فقال حدثنا محمد ابن إسحاق عن عمران ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ، حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا نافع أبو هرمز ، حدثنا نافع عن ابن عمر ، قال تلا رجل عند عمر هذه الآية { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ } الآية ، قال فقال عمر أعدها علي ، وثم كعب ، فقال يا أمير المؤمنين أنا عندي تفسير هذه الآية قرأتها قبل الإسلام ، قال فقال هاتها يا كعب ، فإن جئت بها كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقناك ، وإلا لم ننظر إليها ، فقال إني قرأتها قبل الإسلام كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ، في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة . فقال عمر هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الربيع بن أنس مكتوب في الكتاب الأول أن جلد أحدهم أربعون ذراعاً ، وسِنُّه تسعون ذراعاً ، وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه ، فإذا أكلت النار جلودهم ، بدلوا جلوداً غيرها . وقد ورد في الحديث ما هو أبلغ من هذا ، قال الإمام أحمد حدثنا وكيع ، حدثنا أبو يحيى الطويل عن أبي يحيى القتات ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يعظم أهل النار في النار ، حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ، وإن غلظ جلده سبعون ذرعاً ، وإن ضرسه مثل أحد " تفرد به أحمد من هذا الوجه . وقيل المراد بقوله { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ } أي سرابيلهم ، حكاه ابن جرير ، وهو ضعيف لأنه خلاف الظاهر . وقوله { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } هذا إخبار عن مآل السعداء في جنات عدن التي تجري فيها الأنهار في جميع فجاجها ، ومحالها وأرجائها ، حيث شاؤوا ، وأين أرادوا ، وهم خالدون فيها أبداً ، لايحولون ولا يزولون ، ولا يبغون عنها حولاً . وقوله { لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ } أي من الحيض والنفاس والأذى والأخلاق الرذيلة ، والصفات الناقصة ، كما قال ابن عباس مطهرة من الأقذار والأذى . وكذا قال عطاء والحسن والضحاك والنخعي وأبو صالح وعطية والسدي . وقال مجاهد مطهرة من البول والحيض والنخام والبزاق والمني والولد . وقال قتادة مطهرة من الأذى والمآثم ، ولا حيض ولا كلف . وقوله { وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً } أي ظلاً عميقاً كثيراً غزيراً طيباً أنيقاً . قال ابن جرير حدثنا ابن بشار ، حدثنا عبد الرحمن ، وحدثنا ابن المثنى ، حدثنا ابن جعفر ، قالا حدثنا شعبة ، قال سمعت أبا الضحاك يحدث عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها شجرة الخلد " .