Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 60-60)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا من فضله تبارك وتعالى وكرمه أنه ندب عباده إلى دعائه ، وتكفل لهم بالإجابة كما كان سفيان الثوري يقول يا من أحبُّ عباده إليه من سأله فأكثر سؤاله ، ويا من أبغضُ عباده إليه من لم يسأله ، وليس أحد كذلك غيرك يا رب رواه ابن أبي حاتم ، وفي هذا المعنى يقول الشاعر @ اللّهُ يغضَبُ إن تركْتَ سؤالَهُ وبُنَيُّ آدمَ حينَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ @@ وقال قتادة قال كعب الأحبار أعطيت هذه الأمة ثلاثاً لم تعطهن أمة قبلها ، ولا نبي كان إذا أرسل الله نبياً قال له أنت شاهد على أمتك ، وجعلتكم شهداء على الناس ، وكان يقال له ليس عليك في الدين من حرج ، وقال لهذه الأمة { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } الحج 78 وكان يقال له ادعني أستجب لك ، وقال لهذه الأمة { ٱدْعُونِىۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } رواه ابن أبي حاتم . وقال الإمام الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده حدثنا أبو إبراهيم الترجماني ، حدثنا صالح المرّي قال سمعت الحسن يحدث عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال " أربع خصال واحدة منهن لي ، وواحدة لك ، وواحدة بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين عبادي ، فأما التي لي ، فتعبدني لا تشرك بي شيئاً ، وأما التي لك علي ، فما عملت من خير جزيتك به ، وأما التي بيني وبينك ، فمنك الدعاء ، وعلي الإجابة ، وأما التي بينك وبين عبادي ، فارض لهم ما ترضى لنفسك " وقال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش عن ذر عن يسيع الكندي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الدعاء هو العبادة " ثم قرأ { ٱدْعُونِىۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَٰخِرِينَ } وهكذا رواه أصحاب السنن الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن أبي حاتم وابن جرير كلهم من حديث الأعمش به . وقال الترمذي حسن صحيح . ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير أيضاً من حديث شعبة عن المنصور والأعمش ، كلاهما عن ذر به ، وكذا رواه ابن يونس عن أسيد بن عاصم بن مهران ، حدثنا النعمان بن عبد السلام ، حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن ذر به ، ورواه ابن حبان والحاكم في صحيحيهما ، وقال الحاكم صحيح الإسناد . وقال الإمام أحمد حدثنا وكيع حدثني أبو مليح المدني شيخ من أهل المدينة سمعه عن أبي صالح ، وقال مرة سمعت أبا صالح يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لم يدع الله عز وجل ، غضب الله عليه " تفرد به أحمد ، وهذا إسناد لا بأس به ، وقال الإمام أحمد أيضاً حدثنا مروان الفزاري ، حدثنا صبيح أبو المليح ، سمعت أبا صالح يحدث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لا يسأله يغضب عليه " قال ابن معين أبو المليح هذا ، اسمه صبيح ، كذا قيده بالضم عبد الغني بن سعيد ، وأما أبو صالح هذا ، فهو الخوزي ، سكن شعب الخوز ، قاله البزار في مسنده ، وكذا وقع في روايته أبو المليح الفارسي عن أبي صالح الخوزي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لم يسأل الله يغضب عليه " وقال الحافظ أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي حدثنا همام ، حدثنا إبراهيم عن الحسن ، حدثنا نائل ابن نجيح ، حدثني عائذ بن حبيب عن محمد بن سعيد قال لما مات محمد بن مسلمة الأنصاري ، وجدنا في ذؤابة سيفه كتاباً بسم الله الرحمن الرحيم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن لربكم في بقية أيام دهركم نفحات ، فتعرضوا له ، لعل دعوة أن توافق رحمة ، فيسعد بها صاحبها سعادة لا يخسر بعدها أبداً " وقوله عز وجل { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى } أي عن دعائي وتوحيدي { سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } ، أي صاغرين حقيرين كما قال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان ، حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس ، يعلوهم كل شيء من الصغار ، حتى يدخلوا سجناً في جهنم يقال له بولس ، تعلوهم نار الأنيار ، يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار " وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أبو بكر بن محمد بن يزيد بن خنيس قال سمعت أبي يحدث عن وهيب بن الورد ، حدثني رجل قال كنت أسير ذات يوم في أرض الروم ، فسمعت هاتفاً من فوق رأس الجبل وهو يقول يا رب ، عجبت لمن عرفك كيف يرجو أحداً غيرك ؟ يا رب عجبت لمن عرفك كيف يطلب حوائجه إلى أحد غيرك ؟ قال ثم ذهبت ، ثم جاءت الطامة الكبرى ، قال ثم عاد الثانية فقال يا رب ، عجبت لمن عرفك كيف يتعرض لشيء من سخطك يرضي غيرك ؟ قال وهيب وهذه الطامة الكبرى ، قال فناديته أجني أنت أم إنسي ؟ قال بل إنسي ، اشغل نفسك بما يعنيك عما لا يعنيك .