Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 57-59)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى منبهاً على أنه يعيد الخلائق يوم القيامة ، وأن ذلك سهل عليه ، يسير لديه بأنه خلق السموات والأرض ، وخلقهما أكبر من خلق الناس بدأة وإعادة ، فمن قدر على ذلك ، فهو قادر على ما دونه بطريق الأولى والأحرى كما قال تعالى { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَمْ يَعْىَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } الأحقاف 33 وقال ههنا { لَخَلْقُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } فلهذا لا يتدبرون هذه الحجة ، ولا يتأملونها ، كما كان كثير من العرب يعترفون بأن الله تعالى خلق السموات والأرض ، وينكرون المعاد استبعاداً وكفراً وعناداً ، وقد اعترفوا بما هو أولى مما أنكروا ثم قال تعالى { وَمَا يَسْتَوِى ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَلاَ ٱلْمُسِىۤءُ قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ } أي كما لا يستوي الأعمى الذي لا يبصر شيئاً ، والبصير الذي يرى ما انتهى إليه بصره ، بل بينهما فرق عظيم ، كذلك لا يستوي المؤمنون الأبرار ، والكفرة الفجار ، { قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ } أي ما أقل ما يتذكر كثير من الناس ثم قال تعالى { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لأَتِيَـةٌ } أي لكائنة وواقعة { لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } أي لا يصدقون بها ، بل يكذبون بوجودها . قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، حدثنا أشهب ، حدثنا مالك عن شيخ قديم من أهل اليمن قدم من ثم قال سمعت أن الساعة إذا دنت ، اشتد البلاء على الناس ، واشتد حر الشمس ، والله أعلم .