Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 9-12)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى منكراً على المشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله ، ومخبراً أنه هو الولي الحق الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده فإنه هو القادر على إحياء الموتى ، وهو على كل شيء قدير ، ثم قال عز وجل { وَمَا ٱخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى ٱللَّهِ } أي مهما اختلفتم فيه من الأمور ، وهذا عام في جميع الأشياء ، { فَحُكْمُهُ إِلَى ٱللَّهِ } أي هو الحاكم فيه بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كقوله جل وعلا { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ } النساء 59 { ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّى } أي الحاكم في كل شيء ، { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } أي أرجع في جميع الأمور ، وقوله جل جلاله { فَاطِرُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي خالقهما وما بينهما { جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } أي من جنسكم وشكلكم منة عليكم وتفضلاً ، جعل من جنسكم ذكراً وأنثى ، { وَمِنَ ٱلأَنْعَـٰمِ أَزْوٰجاً } أي وخلق لكم من الأنعام ثمانية أزواج . وقوله تبارك وتعالى { يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ } أي يخلقكم فيه ، أي في ذلك الخلق على هذه الصفة ، لا يزال يذرؤكم فيه ذكوراً وإناثاً ، خلقاً من بعد خلق ، وجيلاً بعد جيل ، ونسلاً بعد نسل من الناس والأنعام . وقال البغوي يذرؤكم فيه ، أي في الرّحم ، وقيل في البطن ، وقيل في هذا الوجه من الخلقة . قال مجاهد ونسلاً بعد نسل من الناس والأنعام ، وقيل { فِى } بمعنى الباء ، أي يذرؤكم به { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ } أي ليس كخالق الأزواج كلها شيء لأنه الفرد الصمد الذي لا نظير له { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } . وقوله تعالى { لَهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } تقدم تفسيره في سورة الزمر ، وحاصل ذلك أنه المتصرف الحاكم فيهما { يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ } أي يوسع على من يشاء ، ويضيق على من يشاء ، وله الحكمة والعدل التام ، { إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ } .