Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 66, Ayat: 9-10)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم بجهاد الكفار والمنافقين ، هؤلاء بالسلاح والقتال ، وهؤلاء بإقامة الحدود عليهم { وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ } أي في الدنيا { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } أي في الآخرة . ثم قال تعالى { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي في مخالطتهم المسلمين ، ومعاشرتهم لهم أن ذلك لا يجدي عنهم شيئاً ولا ينفعهم عند الله ، إن لم يكن الإيمان حاصلاً في قلوبهم ، ثم ذكر المثل فقال { ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَـٰلِحَيْنِ } أي نبيين رسولين عندهما في صحبتهما ليلاً ونهاراً ، يؤاكلانهما ويُضاجعانهما ويعاشرانهما أشدّ العشرة والاختلاط { فَخَانَتَاهُمَا } أي في الإيمان ، لم يوافقاهما على الإيمان ، ولا صدقاهما في الرسالة ، فلم يجد ذلك كله شيئاً ، ولا دفع عنهما محذوراً ، ولهذا قال تعالى { فَلَمْ يُغْنِينَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } أي لكفرهما { وَقِيلَ } أي للمرأتين { ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَٰخِلِينَ } وليس المراد بقوله { فَخَانَتَاهُمَا } في فاحشة بل في الدين ، فإن نساء الأنبياء معصومات عن الوقوع في الفاحشة لحرمة الأنبياء كما قدمنا في سورة النور . قال سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قتّة سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية { فَخَانَتَاهُمَا } قال ما زنتا أما خيانة امرأة نوح ، فكانت تخبر أنه مجنون ، وأما خيانة امرأة لوط ، فكانت تدل قومها على أضيافه . وقال العوفي عن ابن عباس قال كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما ، فكانت امرأة نوح تطلع على سر نوح ، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ، وأما امرأة لوط ، فكانت إذا أضاف لوط أحداً أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء . وقال الضحاك عن ابن عباس ما بغت امرأة نبي قط ، إنما كانت خيانتهما في الدين ، وهكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وغيرهم . وقد استدل بهذه الآية الكريمة بعض العلماء على ضعف الحديث الذي يَأثره كثير من الناس " من أكل مع مغفور له غفر له " وهذا الحديث لا أصل له ، وإنما يروى هذا عن بعض الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال يا رسول الله أنت قلت من أكل مع مغفور له ، غفر له ؟ قال لا ، ولكني الآن أقوله .