Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 185-186)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى أو لم ينظر هؤلاء المكذبون بآياتنا في ملك الله وسلطانه في السموات والأرض ، وفيما خلق من شيء فيهما ، فيتدبروا ذلك ويعتبروا به ، ويعلموا أن ذلك لمن لا نظير له ولا شبيه ، ومن فعل من لاينبغي أن تكون العبادة والدين الخالص إلا له ، فيؤمنوا به ، ويصدقوا رسوله ، وينيبوا إلى طاعته ، ويخلعوا الأنداد والأوثان ، ويحذروا أن تكون آجالهم قد اقتربت فيهلكوا على كفرهم ، ويصيروا إلى عذاب الله وأليم عقابه . وقوله { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } يقول فبأي تخويف وتحذير وترهيب بعد تحذير محمد صلى الله عليه وسلم وترهيبه ، الذي أتاهم به من عند الله في آي كتابه يصدقون إن لم يصدقوا بهذا الحديث الذي جاءهم به محمد من عند الله عز وجل ؟ وقد روى الإمام أحمد عن حسن بن موسى وعفَّان بن مسلم وعبد الصمد بن عبد الوارث ، كلهم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي الصلت عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت ليلة أسري بي كذا ، فلما انتهينا إلى السماء السابعة ، فنظرت فوقي ، فإذا أنا برعد وبرق وصواعق ، وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم ، قلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء أكلة الربا ، فلما نزلت إلى السماء الدنيا ، فنظرت إلى أسفل مني ، فإذا أنا برهج ودخان وأصوات فقلت ما هذا يا جبريل ؟ قال هؤلاء الشياطين يحومون على أعين بني آدم أن لا يتفكروا في ملكوت السموات والأرض ، ولولا ذلك لرأوا العجائب " علي بن زيد بن جدعان له منكرات . ثم قال تعالى { مَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِى طُغْيَـٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ } . يقول تعالى من كتب عليه الضلالة فإنه لا يهديه أحد ، ولو نظر لنفسه فيما نظر فإنه لا يجزي عنه شيئاً { وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } المائدة 46 وكما قال تعالى { قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِى ٱلآيَـٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } يونس 101 .