Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 41-50)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى مخبراً عن عباده المتقين الذين عبدوه بأداء الواجبات ، وترك المحرمات أنهم يوم القيامة يكونون في جنات وعيون ، أي بخلاف ما أولئك الأشقياء فيه من ظلل اليحموم ، وهو الدخان الأسود المنتن ، وقوله تعالى { وَفَوَٰكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } أي ومن سائر أنواع الثمار مهما طلبوا وجدوا { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي يقال لهم ذلك على سبيل الإحسان إليهم . ثم قال تعالى مخبراً خبراً مستأنفاً { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ } أي هذا جزاؤنا لمن أحسن العمل { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } . وقوله تعالى { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } خطاب للمكذبين بيوم الدين ، وأمرهم أمر تهديد ووعيد ، فقال تعالى { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً } أي مدة قليلة قريبة قصيرة { إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } أي ثم تساقون إلى نار جهنم التي تقدم ذكرها { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } كما قال تعالى { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } لقمان 24 ، وقال تعالى { قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَـٰعٌ فِى ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } يونس 69 ــــ 70 وقوله تعالى { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ } أي إذا أمر هؤلاء الجهلة من الكفار أن يكونوا من المصلين مع الجماعة ، امتنعوا من ذلك ، واستكبروا عنه ، ولهذا قال تعالى { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } ثم قال تعالى { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } أي إذا لم يؤمنوا بهذا القرآن فبأي كلام يؤمنون به ؟ كقوله تعالى { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ } . قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية سمعت رجلاً أعرابياً بدوياً يقول سمعت أبا هريرة يرويه إذا قرأ والمراسلات عرفاً ــــ فقرأ ــــ فبأي حديث بعده يؤمنون ؟ فليقل آمنت بالله وبما أنزل . وقد تقدم هذا الحديث في سورة القيامة . آخر تفسير سورة المرسلات ، ولله الحمد والمنة ، وبه التوفيق والعصمة .