Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 78, Ayat: 31-36)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن السعداء ، وما أعد لهم تعالى من الكرامة والنعيم المقيم ، فقال تعالى { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } قال ابن عباس والضحاك متنزهاً . وقال مجاهد وقتادة فازوا فنجوا من النار . والأظهر ههنا قول ابن عباس لأنه قال بعده { حَدَآئِقَ } والحدائق البساتين من النخيل وغيرها { وَأَعْنَـٰباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً } أي وحوراً كواعب ، قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد { وَكَوَاعِبَ } أي نواهد ، يعنون أن ثديهن نواهد ، لم يتدلين لأنهن أبكار عرب ، أتراب أي في سن واحد كما تقدم بيانه في سورة الواقعة . قال ابن أبي حاتم حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، حدثني أبي عن أبي سفيان عبد الرحمن بن عبد الله بن تيم ، حدثنا عطية بن سليمان أبو الغيث عن أبي عبد الرحمن القاسم بن أبي القاسم الدمشقي عن أبي أمامة أنه سمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن قمص أهل الجنة لتبدو من رضوان الله ، وإن السحابة لتمر بهم فتناديهم يا أهل الجنة ماذا تريدون أن أمطركم ؟ حتى إنها لتمطرهم الكواعب الأتراب " وقوله تعالى { وَكَأْساً دِهَاقاً } قال ابن عباس مملوءة ومتتابعة . وقال عكرمة صافية ، وقال مجاهد والحسن وقتادة وابن زيد { دِهَاقاً } الملأى المترعة ، وقال مجاهد وسعيد بن جبير هي المتتابعة . وقوله تعالى { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَٰباً } كقوله { لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } الطور 23 أي ليس فيها كلام لاغ عار عن الفائدة ، ولا إثم كذب ، بل هي دار السلام ، وكل ما فيها سالم من النقص . وقوله { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً } أي هذا الذي ذكرناه جازاهم الله به وأعطاهموه بفضله ومنه وإحسانه . ورحمته عطاء حساباً ، أي كافياً وافياً شاملاً كثيراً ، تقول العرب أعطاني فأحسبني ، أي كفاني ، ومنه حسبي الله ، أي الله كافيّ .