Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 34-46)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } وهو يوم القيامة ، قاله ابن عباس ، سميت بذلك لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع كما قال تعالى { وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ } القمر 46 { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَـٰنُ مَا سَعَىٰ } أي حينئذ يتذكر ابن آدم جميع عمله خيره وشره كما قال تعالى { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَـٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } الفجر 23 { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } أي أظهرت للناظرين ، فرآها الناس عياناً { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } أي تمرد وعتا { وَءاثَرَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا } أي قدمها على أمر دينه وأخراه { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ } أي فإن مصيره إلى الجحيم ، وإن مطعمه من الزقوم ، ومشربه من الحميم { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } أي خاف القيام بين يدي الله عز وجل ، وخاف حكم الله فيه ، ونهى نفسه عن هواها ، وردها إلى طاعة مولاها ، { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ } أي منقلبه ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء . ثم قال تعالى { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَـٰهَا فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَـٰهَآ } أي ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق ، بل مردها ومرجعها إلى الله عز وجل ، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين { ثَقُلَتْ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْـئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ } الأعراف 187 وقال ههنا { إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَـٰهَآ } ولهذا لما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة ، قال " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " . وقوله تعالى { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَـٰهَا } أي إنما بعثتك لتنذر الناس وتحذرهم من بأس الله وعذابه ، فمن خشي الله وخاف مقامه ووعيده ، اتبعك فأفلح وأنجح ، والخيبة والخسار على من كذبك وخالفك . وقوله تعالى { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَـٰهَا } أي إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر ، يستقصرون مدة الحياة الدنيا ، حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم ، أو ضحى من يوم ، وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَـٰهَا } أما عشية ، فما بين الظهر إلى غروب الشمس { أَوْ ضُحَـٰهَا } ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار ، وقال قتادة وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة . آخر تفسير سورة النازعات ، و لله الحمد والمنة .