Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 40-40)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى { إِلاَّ تَنصُرُوهُ } أي تنصروا رسوله ، فإن الله ناصره ومؤيده ، وكافيه وحافظه كما تولى نصره { إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ } أي عام الهجرة ، لما هم المشركون بقتله أو حبسه أو نفيه ، فخرج منهم هارباً بصحبة صديقه وصاحبه أبي بكر بن أبي قحافة ، فلجأ إلى غار ثور ثلاثة أيام ليرجع الطلب الذين خرجوا في آثارهم ، ثم يسيروا نحو المدينة ، فجعل أبو بكر رضي الله عنه يجزع أن يطلع عليهم أحد ، فيخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أذى ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسكنه ويثبته ويقول " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما " كما قال الإمام أحمد حدثنا عفان ، حدثنا همام ، أنبأنا ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه ، قال فقال " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما " أخرجاه في الصحيحين ، ولهذا قال تعالى { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } أي تأييده ونصره عليه ، أي على الرسول صلى الله عليه وسلم في أشهر القولين ، وقيل على أبي بكر ، وروي عن ابن عباس وغيره ، قالوا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم تزل معه سكينة ، وهذا لا ينافي تجدد سكينة خاصة بتلك الحال ، ولهذا قال { وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } أي الملائكة ، { وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِىَ ٱلْعُلْيَا } قال ابن عباس يعني بكلمة الذين كفروا الشرك ، وكلمة الله هي لا إله إلا الله . وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ، ويقاتل رياء ، أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " وقوله { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ } أي في انتقامه وانتصاره ، منيع الجناب ، لا يضام من لاذ ببابه ، واحتمى بالتمسك بخطابه { حَكِيمٌ } في أقواله وأفعاله .