Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 91, Ayat: 11-15)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم بسبب ما كانوا عليه من الطغيان والبغي ، وقال محمد بن كعب { بِطَغْوَاهَآ } أي بأجمعها ، والأول أولى ، قاله مجاهد وقتادة وغيرهما ، فأعقبهم ذلك تكذيباً في قلوبهم بما جاءهم به رسولهم عليه الصلاة والسلام من الهدى واليقين { إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَـٰهَا } أي أشقى القبيلة ، وهو قدار بن سالف عاقر الناقة ، وهو أحيمر ثمود ، وهو الذي قال الله تعالى { فَنَادَوْاْ صَـٰحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } الآية القمر 29 . وكان هذا الرجل عزيزاً فيهم ، شريفاً في قومه ، نسيباً رئيساً مطاعاً ، كما قال الإمام أحمد حدثنا ابن نمير ، حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر الناقة ، وذكر الذي عقرها فقال " إذ انبعث أشقاها انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة " ورواه البخاري في التفسير ، ومسلم في صفة النار ، والترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما ، وكذا ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق هشام بن عروة به . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة ، حدثنا إبراهيم ابن موسى ، حدثنا عيسى بن يونس ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثني يزيد بن محمد بن خُثيم عن محمد ابن كعب القرظي عن محمد بن خُثيم أبي يزيد ، عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي " ألا أحدثك بأشقى الناس ؟ " قال بلى . قال " رجلان أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذا ــــ يعني قرنه ــــ حتى تبتل منه هذه " يعني لحيته . وقوله تعالى { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ } يعني صالحاً عليه السلام { نَاقَةَ ٱللَّهِ } أي احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء { وَسُقْيَـٰهَا } أي لا تعتدوا عليها في سقياها فإن لها شرب يوم ، ولكم شرب يوم معلوم ، قال الله تعالى { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا } أي كذبوه فيما جاءهم به ، فأعقبهم ذلك أن عقروا الناقة التي أخرجها الله من الصخرة آية لهم ، وحجة عليهم { فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ } أي غضب عليهم فدمر عليهم { فَسَوَّاهَا } أي فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء . قال قتادة بلغنا أن أحيمر ثمود لم يعقر الناقة حتى بايعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم ، فلما اشترك القوم في عقرها ، دمدم الله عليهم بذنبهم ، فسواها . وقوله تعالى { وَلاَ يَخَافُ } وقرىء فلا يخاف { عُقْبَـٰهَا } قال ابن عباس لا يخاف الله من أحد تبعة ، وكذا قال مجاهد والحسن وبكر بن عبد الله المزني وغيرهم ، وقال الضحاك والسدي { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَـٰهَا } أي لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع ، والقول الأول أولى لدلالة السياق عليه ، والله أعلم . آخر تفسير سورة والشمس وضحاها ، ولله الحمد والمنة .