Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 18-18)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلْمَلاَئِكَةُ } { وَأُوْلُواْ } { قَآئِمَاً } ( 18 ) - يُبَيِّنُ اللهُ تَعَالَى أنَّهُ الوَاحِدُ الأحَدُ ، الذِي لاَ إِلهَ إلاّ هُوَ ، وَأنَّهُ قَائِمٌ عَلَى شُؤونِ خَلْقِهِ بِالعَدْلِ ، وَقَدْ أقَامَ الدَّلاَئِلَ عَلَى ذَلِكَ فِي الأَنْفُسِ وَالآفَاقِ ، وَفِي إنْزالِ التَّشْرِيعَاتِ النَّاطِقَةِ بِذَلِكَ . وَأخْبَرَ المَلاَئِكَةُ الرُّسُلَ بِهَذَا ، وَشَهِدُوا بِهِ شَهَادَةً مُؤَيَّدَةً بِعِلْمٍ ضَرُورِيٍّ - وَهُوَ عِنْدَ الأَنْبِياءِ أقْوَى مِنْ جَمِيعِ اليَقِينِّياتِ - وَأولُو العِلْمِ أخْبَرُوا بِذَلِكَ وَبَيَّنُوهُ ، وَشَهِدُوا بِهِ شَهَادَةً مَقْرُونَةً بِالدَّلائِلِ وَالحُجَجِ ، لأنَّ العَالِمَ بِالشَّيءِ لاَ تُعْوِزُهُ الحُجَّةُ عَلَيهِ . وَقَوَامَةُ اللهِ فِي تَدْبِيرِ هَذَا الكَوْنِ ، وَأمُورِ الخَلْقِ ، تَتَّصِفُ دَائِماً بِصِفَةِ العَدْلِ ( قَائِماً بِالقِسْطِ ) . وَجَعَلَ اللهُ تَعَالَى سُنَنَ الخَلْقِ قَائِمَةً عَلَى أسَاسِ العَدْلِ . ثُمَّ أكَّدَ تَعَالَى كَوْنَهُ مُنْفَرِداً بِالألُوهِيَّةِ ، وَقَائِماً بِالعَدْلِ ( لاَ إلهَ إلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ) . وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " يُجَاءُ بِصَاحِبها - أيْ بِمَنْ شَهِدَ بِمَا شَهِدَ اللهُ تَعَالَى بِهِ - يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : عَبْدِي عَهِدَ إلَيَّ وأنَا أحَقُّ مَنْ وَفَى بِالعَهْدِ ، أدْخِلُوا عَبْدِي الجَنَّةَ " ( رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ) .