Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 15-15)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَلاَمَ } ( 15 ) - بَعْدَ أَنْ أمِنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَرَّ قُرَيشٍ بَعَهْدِ الحُدَيْبِيَةِ ، اتَّجَهَ إِلى اليَهُودِ في خَيْبَرَ لِيَسْتَأْصِلَ شَأْفَتَهُمْ ، وَيَقضِي عَلَى شَرِّهِمْ ؛ إِذْ لاَقَى الرَّسُولُ وَالمُسْلِمُونَ مِنَ اليَهُودِ ، وَكَيْدِهِم الشَّيءَ الكَثيرَ . وَلما أَرَادَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم الخُرُوجَ إِلى خَيْبَر تَقَدَّمَ الأَعْرَابُ ، الذِينَ تَخَلَّفُوا عَنِ السَّيرِ مَعَ الرَّسُولِ إِلى الحُدَيْبِيَةِ ، يَطْلُبُونَ الإِذْنَ لَهُمْ بِالخُرُوجِ مَعَهُ إِلى خَيْبَرَ ، فَأَمَرَ اللهُ تَعَالَى رَسُولَه صلى الله عليه وسلم بِألاَّ يَأْذَنَ لَهُمْ بِالخُرُوجِ مَعَهُ ، لأَنَّهُمْ قَعَدُوا حِينَما كَانَتْ هُنَاكَ مَخَاطِرُ حَرْبٍ شَدِيدةٍ ، وَهُمْ يُرِيدُونَ الخُروُجَ الآنَ لِيَحُوزُوا المَغَانِمَ السَّهْلَةَ ، فَقَالَ هؤلاءِ المُخْلَّفُونَ إِنَّ سَبَبَ مَنْعِهِمْ مِنَ الخُرُوجِ إِلى خَيْبَر هُوَ حَسَدُ المُؤْمِنينَ لَهُمْ أَنْ يُشَارِكُوهُمْ في المَغْنَمِ . وَمَعْنَى الآيَةِ : يَقُولُ الذِينَ تَخَلَّفُوا عَنْ صُحْبَتِكَ في عُمْرَةِ الحُدَيْبِيَةِ ، مُعْتَذِرينَ بِرِعَايَةِ مَصَالِحِهمْ وَأَمْوَالِهِمْ ، دَعُونا نَسِرْ مَعَكُمْ إِلى خَيْبَرَ ، وَهُمْ بِذلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا مَا وَعَدَ اللهُ بِهِ الرَّسُولَ وأَصْحَابَهُ ، الذِينَ سَارُوا مَعَهُ إِلى الحُدَيْبِيَةِ ، بِأَنَّ يَكُونَ لَهُمْ مَغْنَمُ خَيْبَرَ خَالِصاً لاَ يُشَارِكُهُمْ فِيهِ أَحَدٌ . فإِذا سَمَحَ الرَّسُولَ لَهُمْ بِالخُرُوجِ مَعَهُ إِلى خَيْبَرَ كَانَ لَهُمْ حَقٌّ بِالمُشَارَكَةِ فِي الْمَغْنَمِ . وَفِي ذَلِكَ تَبْدِيلٌ لِكَلِماتِ اللهِ وَوَعْدِهِ . وَأَمَرَ اللهُ تَعَالى رَسُولَهُ بِأَنْ يَقُولَ لِهؤلاءِ الأَعرابِ : لَنْ تَتْبَعُونا كَذلك قَالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ ، إِذْ إِنَّ اللهَ جَعَلَ مَغْنَمَ خَيْبَرَ خَالِصاً لِمَنْ كَانُوا مَعَ الرَّسُولِ في الحُدَيْبِيَةِ ، فَادَّعَى هؤُلاءِ الاعْرَابُ أَنَّ اللهَ مَا قَالَ ذلكَ مِنْ قَبْلُ ، بَل إِنَّ المُسْلِمينَ يَحْسُدُونَهُمْ وَلا يُرِيدُونَ أَنْ يُشَارِكَهُمْ أَحَدٌ في المَغْنَمِ . وَيَرُدُّ اللهُ تَعَالى قَائِلاً لهؤلاءِ : إِنَّ الأَمْرَ لَيْسَ كَما قَالَ هؤُلاءِ المُنَافِقُونَ مِنْ أَنَّكُمْ تَمْنَعُونَهُمْ عَنِ اتِّبَاعِكُمْ حَسَداً مِنْكُمْ لَهُمْ ، وَإِنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ القَوْلَ لأَنَّهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ أَمْرَ الدِّينِ إِلاَّ قَلِيلاً وَلَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ لما اتَّهَمُوا الرَّسُولَ وَالمؤْمِنينَ بالحَسَدِ ، وَلما نَفَوا أنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ وَعَدَ أَصْحَابَ الحُدَيْبِيَةِ بِحَوْزِ مَغْنَمِ خَيْبَرَ وَحْدَهُمْ . ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ - دَعُونَا نَخْرُجْ مَعَكُمْ إِلى خَيْبَرَ . كَلاَمَ اللهِ - حُكْمَهُ بِاخْتِصَاصِ أَهْلِ الحُدَيْبِيَةِ بِالمَغْنَمِ .