Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 13-13)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا } { خَلَقْنَاكُم } { جَعَلْنَاكُمْ } { قَبَآئِلَ } { أَتْقَاكُمْ } ( 13 ) - يُبَيِّنُ اللهُ تَعَالى في هذِهِ الآيةِ أنَّ النَّاسَ جَمِيعاً إخوةٌ لأمٍّ وأبٍ ، وَلِذَلِكَ فَلَيسَ لأحَدٍ مْنهُمْ أنْ يَسْتَعْلِيَ عَلَى أحَدٍ مِنْ إخْوَتِهِ ، وَلا أنْ يُسيءَ إليهِ ، وَلا أنْ يَنْتَقِصَهُ ، وَلا أنْ يَغْتَابَهُ . وَقَدْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى البَشَرَ بالتَّكاثُرِ شُعُوباً وَقَبَائِلَ مُخْتَلِفَةً لِيَتَمَكَّنَ بَعْضُهُم مِنْ مَعْرِفَةِ بَعْضٍ ، كأنْ يُقَالَ هذا فُلانُ بنُ فُلاَنٍ مِنْ قَبيلَةِ كَذَا مِنْ بَطْنِ كَذَا . وَلاَ فَضْلَ لأحَدٍ عَلَى أحَدٍ إلا بالتَّقْوى ، وَالأتْقَى هُوَ الأكْرمُ عِنْدَ اللهِ ، وَالأرْفَعُ مَنْزِلَةً ، وَلاَ قِيمَةَ في مِيِزَانِ اللهِ لِلأمْوالِ وَالأحْسَابِ وَالأولادِ ، وَإِنَّما القِيمَةُ للتُّقى وَالصَّلاحِ وَطَهَارَةِ القَلْبِ ، وَالخَوفِ مِنَ اللهِ ، وَالإِخْلاَصِ في مَحَبَّةِ النَّاسِ ، وَالنُّصْح لَهُمْ . وَاللهُ عَلِيمٌ بِما تَنْطَوِي عَلَيهِ الصُّدُورُ ، خَبيرٌ بِأُمُورِ العِبَادِ . ( وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ : " يَا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللهَ أذْهَبَ عَنْكُمْ حَمِيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ ، وَتَعظُّمَها بِآبائِها ، فَالنَّاسُ رَجُلانِ : رَجُلٌ بَرٌّ نَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللهِ ، وَرَجُلٌ فَاجِرٌ شَقيُّ هَيِّنٌ عَلَى الله تَعَالى " ) . ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيةَ .