Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 12-12)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا } { آمَنُواْ } ( 12 ) - يَنْهى اللهُ تَعَالى عِبَادَهُ المُؤْمِنينَ عَنِ الظَّنِّ السَّيِّء بِإِخوانِهِمْ المُؤْمِنينَ ، لأنَّ ظَنَّ المُؤْمِنِ السَّوْءَ إِثمٌ ، لأنَّ اللهَ نَهَى عَنْ فِعْلِهِ ، فَإِذا فَعَلَهُ فَهُوَ آثمٌ . ( وَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : " إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فإِنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَدِيثِ . لاَ تَجَسَّسُوَا ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَنَافَسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْواناً " ) . ( البُخَارِيُّ وَمُسْلمٌ ) . ثُمَّ نَهَى اللهُ تَعَالى المُؤْمِنينَ عَنْ أن يَتَجَسَّسَ بَعُضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، كَمَا نَهَاهُمْ عَنْ أنْ يَتَتَبَّعَ بَعْضُهُم عَوْرَاتِ بَعْضٍ ، وَعَنْ أنْ يَبْحَث الوَاحِدُ مِنْهُمْ عَنْ سَرَائِرِ أخِيهِ ، وَهُوَ يَبْتَغِي بِذِلَكَ فَضْحَهُ ، وَكَشْفَ عُيُوبِهِ . ثُمَّ نَهَاهم عَنْ أنْ يَغْتَابَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ، وَعَنْ أنْ يَذْكُرَ أحَدُهُمْ أخَاهُ بما يَكْرَهُ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَخَلْقِهِ وَخُلُقِهِ وَأهلِهِ وَمَالِهِ وَزَوْجِهِ وَوَلدِهِ … ( كَما عَرَّفَ رَسُولُ اللهِ الاغْتِيَابَ ) . ( وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بلِسَانِهِ وَلَم يَدْخُلِ الإِيمانُ قَلْبَهُ : لاَ تَغْتَابُوا المُسْلِمينَ ، وَلاَ تَتَبَّعُوا عَوْراتِهِمْ فإِنَّ مَنِ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِهِمْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ يَتَتَبَّعِ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ في عُقْرِ بَيْتِهِ " ) . وَشَبَّه تَعَالى اغْتِيَابَ المُؤْمِنِ لأخيِهِ المؤمِنِ بأكْلِهِ لَحمَهُ بَعْدَ مَوتِهِ ، وَقَالَ لِلمُؤمِنينَ إنَّهم إذا كَانَ أَحَدُهُمْ يَكْرَهُ أكْلَ لَحْمِ أخِيهِ بَعْدَ مَوتِهِ ، وَإذا كَانَتْ نَفْسُهُ تَعَافُ ذَلِكَ فَعَلَيهِمْ أنْ يَكْرَهُوا أنْ يَغْتَابُوهُ في حَيَاتِهِ . وَلِلْغِيبَةِ ثَلاثَةُ وُجُوهٍ : الغِيبَةُ - وَهِيَ أنْ يَقُولَ الإِنسَانُ في أخيهِ مَا هُوَ فيه مِمَّا يَكْرَهُهُ . الإِفْكُ - أنْ يَقُولَ فِيهِ مَا بَلَغَهُ عَنْهُ مِمَّا يَكْرَهُهُ . البُهْتَانُ - أنْ يَقُولُ فيهِ مَا لَيسَ فيهِ ممّا يَكْرَهُهُ . ثُمَ حَثَّ اللهُ تَعَالى المُؤْمِنينَ عَلى تَقْوى اللهِ ، وَعَلَى تَرْكِ الغِيبَةِ ، وَمُرَاقَبتِهِ تَعَالى في السِّرِّ والعَلنِ ، فإذا تَابُوا وانتَهَوا واستَغْفَروا رَبَّهم عَمّا فَرَطَ مِنْهُم ، اسْتَجَابَ لَهُم رَبُّهُمْ ، فَتَابَ عَلَيِهمْ ، لأنَّه تَعَالى كَثيرُ التَّوْبِ عَلَى عِبَادِهِ ، كَثِيرُ الرَّحمةِ بِهِمْ . كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِثْمٌ - هُوَ ظَنُّ السُّوْءِ بأهْلِ الخَيْرِ . لاَ تَجَسَّسُوا - لا تَتَتَبَّعُوا عَوْرَاتِ المُسْلِمينَ . فَكَرِهْتُمُوهُ - فَقَدْ كَرِهْتُمُوهُ فَلاَ تَفْعَلُوهُ .