Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 121-121)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلشَّيَاطِينَ } { أَوْلِيَآئِهِمْ } { لِيُجَادِلُوكُمْ } ( 121 ) - فَلاَ تَأْكُلُوا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ مِمَّا مَاتَ فَلَمْ تَذْبَحُوهُ ، وَلا مِمَّا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ ، مِمَّا ذَبَحَهُ المُشْرِكُونَ لأَِوْثَانِهِمْ ، فَإِنَّ أَكْلَ ذَلِكَ فِسْقٌ وَمَعْصِيَةٌ . وَقَالَ مَالِكٌ وَابْنُ حَنْبَلٍ : إِنَّ تَرْكَ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ الذَّبْحِ عَمْداً أَوْ سَهْواً يَجْعَلُ الذَّبِيحَةَ غَيْرَ حَلاَلٍ . وَقَالاَ الذَّبْحُ بِغَيْرِ تَسْمِيَةٍ فِسْقٌ ، وَكَذَلِك الأَكْلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ التِي لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهَا فِسْقٌ . - وَقَالَ الشَّافِعِي : لاَ تُشْتَرَطُ التَّسْمِيَةُ بَلْ هِيَ مُسْتَحَبَّةٌ ، فَإِنْ تُرِكَتْ عَمْداً أَوْ سَهْواً فَلاَ ضَرَرَ فِي ذَلِكَ ، وَيَحِلّ الأَكْلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ . وَقَالَ إنَّ المُحَرَّمَ هُوَ مَا ذُبِحَ لِغَيرِ اللهِ ، كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ قُرَيشٌ مِنْ نَحْرِ الذَّبَائِحِ لِْلأَوْثَانِ . - وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ : إِنَّ تَرْكَ التَّسْمِيَةِ نِسْيَاناً لاَ يَضُرُّ ، أَمَّا تَرْكُها عَمْداً فَيَجْعَلُها غَيْرَ حَلاَلٍ . وَإِنَّ شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ ليُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ بِالوَسْوَسَةِ بِمَا يُجَادِلُونَكُمْ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ فَقَدْ جَادَلَتِ اليَهُودُ النَّبِيَّ : فَقَالُوا نَأْكُلُ مِمَّا قَتَلْنَا ، وَلاَ نَأْكُلُ مِمَّا قَتَلَ اللهُ ( أَيْ مَاتَ حَتْفَ أَنْفهِ ) . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ ، أَرْسَلَتْ فَارِسُ إِلى قُرَيْشٍ أَنْ خَاصِمُوا مُحَمَّداً ، وَقُولُوا لَهُ : فَمَا تَذْبَحُ أَنْتَ بِسِكِّينٍ فَهُوَ حَلاَلٌ ، وَمَا ذَبَحَ اللهُ بِشَمْشِيرٍ مِنْ ذَهَبٍ ( أَيْ المَيْتَةَ ) فَهُوَ حَرَامٌ ؟ وَسَمِعَ بَعْضُ المُسْلِمينَ هَذَا القَوْلَ فَوَقَعَ فِي نُفُوسِهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى قَوْلَهُ : ( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ … ) ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى : فَإِنْ أَطَعْتُم المُشْرِكِينَ فِي أَكْلِ المَيْتَةِ فَإِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ، لأَِنَّكُمْ تَكُونُونَ قَدْ عَدَلْتُمْ عَنْ شَرْعِ اللهِ وَأَمْرِهِ ، إِلَى قَوْلِ غَيْرِهِ ، فَقَدَّمْتُمْ عَلَيْهِ غَيْرَهُ ، وَهَذَا هُوَ الشِّرْكُ