Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 1-4)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الۤر } قُرِئ بالتفخيم والإمالة وبين اللفظين ، وكلها لغات صحيحة فصيحة . ابن عباس والضحاك : أنا الله أرى ، وقيل : أنا الرب لا رب غيري . عكرمة والأعمش والشعبي . الر وحم ون حروف الرحمن مقطعة . فاذا وصلت كان الرحمن . قتادة : اسم من أسماء القرآن . أبو روق : فاتحة السورة ، وقيل : عزائم الله ، وقيل : هو قسم كأنّه قال : والله إنّ { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ } . قال مجاهد وقتادة : أراد به التوراة والإنجيل والكتب المقدسة ، وتلك إشارة إلى غائب مؤنث . وقال الآخرون : أراد به القرآن وهو أولى بالصواب لأنه لم يخص الكتب المقدمة قبل ذكره ولأن الحكيم من بعث القرآن ، دليله قوله : { الۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ } [ هود : 1 ] ونحوها فيكون على هذا التأويل تلك يعني هذه وقد مضى القول في هذه المسألة في أول سورة البقرة { ٱلْحَكِيمِ } المحكوم بالحلال والحرام والحدود والأحكام . وقال مقاتل : المحكم من الباطل لا كذب فيه ولا اختلاف وهو فعيل بمعنى فاعل كقول الأعمش في قصيدته : @ وعزيمة تأتي الملوك حكيمة قد قلتها ليقال من ذا قالها @@ وقيل : هو الحاكم فعيل بمعنى فاعل بأنه قرأ : نزل فيهم الكتاب بالحق { لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } [ البقرة : 213 ] وقيل : بمعنى المحكوم فيه فعيل بمعنى المفعول . قال الحسن : حكم فيه بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وحكم فيه بالنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي وحكم فيه بالجنة لمن أطاعه وبالنار لمن عصاه . وقال عطاء : حكيم بما حكم فيه من الأرزاق والآجال بما شاء . { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً } الآية ، قال ابن عباس : لما بعث الله محمداً رسولاً أنكرت الكفار وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد فأنزل الله تعالى : { أَكَانَ لِلنَّاسِ } أهل مكة والألف للتوبيخ { عَجَباً } { أَنْ أَوْحَيْنَآ } أن في محل الرفع وأوحينا صلة له تقديره أكان للناس عجباً لإيحائنا { إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ } محمد ، وفي حرف عبد الله : عجيبٌ ، بالرفع على اسم كان ، وأن في محل نصب على خبره { أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ } أن على محل نصب بقصد الخافض وكذلك الثانية . { وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ } . قال ابن عباس : أجراً حسناً بما قدموا من أعمالهم . قال الضحاك : ثواب صدق . مجاهد : الأعمال الصالحة ، علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : سبقت لهم السعادة في الذكر الأول . سلف صدق ، زيد بن أسلم : محمد صلى الله عليه وسلم شفيع لهم . يمان : إيمانهم ، عطاء : مقام صدق لا زوال فيه ولا بؤس ، نعيم مقيم وخلود وخلود لا موت فيه ، الحسن : عمل صالح أسلفوه ( فأثابهم ) عليه ، الأعمش : سابقة صدق . أبو حاتم : منزل صدق نظيره { وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ } [ الإسراء : 80 ] عبد العزيز بن يحيى : قدم صدق . قوله عزّ وجلّ : { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } [ الأنبياء : 101 ] . الزجاج : منزلة رفيعة ، وقيل : هو بعثهم وتقديم الله تعالى هذه الأمة في البعث يوم القيامة ، بيانه قوله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، وقيل : عِدَة الله تعالى لهم ، والقدم : القدم كالنقص والقبض وأُضيف القدم إلى الصدق وهو [ علة ] كما قيل : مسجد الجامع ، وحقّ اليقين . قال ابن الأعرابي : القدم المتقدم في الشرف . قال العجاج : @ زل بنو العوام عن آل الحكم وتركوا الملك لملك ذي قدم @@ أي متقدم . قال أبو عبيدة والكسائي : كل سابق في خير أو شر فهو عند العرب قدم . يقال : لفلان قدم في الإسلام ، وله عندي قدم صدق ، وقدم سوء ، وهو مؤنث يقال : قدم حسنة وقدم صالحة . قال حسان بن ثابت : @ لنا القدم العليا إليك وخلفنا لأوّلنا في طاعة الله تابع @@ قال ذو الرمّة : @ لكم قدم لا ينكر الناس أنها مع الحسب العاديّ طمت على البحر @@ وقال آخر : @ قعدت بهم قدم الفجار وذكرت أنسابهم من فضة من مالق @@ أي ما يقدّم لهم من الفجّار . { قَالَ ٱلْكَافِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ } قال المفسرون : القرآن ، وقرأ أهل الكوفة : لساحر يعني محمد ( صلى الله عليه وسلم ) . { إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } قال مجاهد : يقضيه وحده { مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } أمره { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ } الذي فعل هذه الأشياء { رَبُّكُمْ } لا ربّ لكم سواه { فَٱعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ * إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ } معادكم { جَمِيعاً } نصب على الحال { وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً } صدقاً لا خُلف فيه ، وهو نصب على المصدر ، أي وعد الله وعداً حقّاً فجاء به حقّاً ، وقيل : على القطع ، وقرأ ابن أبي عبلة : وعد الله حق على الاستئناف ، ثم قال : { إِنَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } أي يحميهم ابتداءً ثم يميتهم ثم يحييهم ، وقرأ العامة : إنّه ، [ بكسر الألف على الاستئناف . وقرأ أبو جعفر : أنه ، بالفتح على معنى : لأنه وبأنه ، كقول الشاعر : @ أحقاً عباد الله أن لست زائراً بثينة أو يلقى الثريا رقيبها @@ { لِيَجْزِيَ } ليثيب { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ بِٱلْقِسْطِ } بالعدل ثم قال : مبتدئاً { وٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ } ماء حار قد انتهى حرّه { حَمِيمٍ } وهو بمعنى محموم فعيل بمعنى مفعول ، وكل مسخن مُغلي عند العرب فهو حميم . قال المرقش : @ وكل يوم لها مقطرة فيها كباء معدّ وحميم @@ { وَعَذَابٌ أَلِيمُ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ } .