Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 53-61)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ } ويستخبرونك يا محمد { أَحَقٌّ هُوَ } ما تعدنا من العذاب وقيام الساعة { قُلْ إِي } كلمة تحقيق { وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ } لا شك فيه { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } فأتيقن { وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ } أشركت { مَا فِي ٱلأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ } يوم القيامة { وَأَسَرُّواْ } وأخفوا { ٱلنَّدَامَةَ } على كفرهم { لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْط } وفرغ من عذابهم { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ * أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } إلى قوله { قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ } تذكرة { مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ } ودواء { لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ } إلى قوله تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ } . قال أبو سعيد الخدري : فضل الله القرآن ورحمته أن جعلكم من أهله . وقال ابن عمر : فضل الله الإسلام وبرحمته تزيينه في القلب . خالد بن معدان : فضل الله الإسلام وبرحمته السنّة . الكسائي : فضل الله النعم الظاهرة ، ورحمته النعم الباطنة . بيانه : وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة . أبو بكر الوراق : فضل الله النعماء وهو ما أعطى وجنى ورحمته الآلاء وهي ما صرف . وروى ابن عيينة فضل الله التوفيق ورحمته العصمة . سهل بن عبد الله : فضل الله الإسلام ورحمته السنّة . الحسين بن الفضل : فضل الله الإيمان ورحمته الجنة . ذو النون المصري : فضل الله دخول الجنان ورحمته النجاة من النيران . عمر بن عثمان الصدفي : فضل الله كشف الغطاء ورحمته الرؤية واللقاء . وقال هلال بن يساف ومجاهد وقتادة : فضل الله الإيمان ورحمته القرآن { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } من الأموال قرأ العامة كلاهما بالياء على الخبر ، وقرأهما أبو جعفر : بالتاء وذكر ذلك عن أبي بن كعب ، وقرأ الحسين ويعقوب : فلتفرحوا بالتاء خطاباً للمؤمنين يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه : " لتأخذوا [ مصافكم ] ويجمعون " بالياء خبراً عن الكافرين { قُلْ } يا محمد لكفار مكة { أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } خلق الله { لَكُمْ } عبّر عن الخلق بالإنزال لأن ما في الأرض من خيراتها أنزل من السماء { مِّن رِّزْقٍ } زرع أو ضرع { فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً } وهو ما حرموا من الحرث والأنعام والبحيرة والسائبة والوصيلة والحامي . قال الضحاك : هو قوله تعالى : { وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلْحَرْثِ وَٱلأَنْعَامِ نَصِيباً } [ الأنعام : 136 ] الآية { قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ } في هذا التحريم والتحليل { أَمْ } بل { عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } وهو قولهم : الله أمرنا بها { وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أيحسبون أن الله لا يؤاخذهم ولا يعاتبهم عليه { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } منّ على الناس حين لا يعجل عليهم بالعذاب بافترائهم { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ * وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ } عمل من الأعمال ، وجمعه : شؤون ، قال الأخفش : يقول العرب ما شأنك شأنه ، أي لمّا عملت على عمل { وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ } من الله { مِن قُرْآنٍ } ثم خاطبه وأمته جميعاً فقال : { وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ } أي تأخذون وتدخلون فيه ، والهاء عائدة على العمل ، يقال : أفاض فلان في الحديث وفي القول إذا أبدع فيه . قال الراعي : @ وأفضن بعد كظومهن بجرة من ذي الأبارق إذ رعين حقيلا @@ قال ابن عباس : تفيضون تفعلون ، الحسن : تعملون ، الأخفش : تكلمون ، المؤرّخ : تكثرون ، ابن زيد : تخرصون . ابن كيسان : تنشرون . يقال : حديث ستفيض ، وقيل : تسعون . وقال الضحاك : الهاء عائدة إلى القرآن أي تستمعون في القرآن من الكذب . قيل : من شهد شهود الحق قطعاً ذلك عن مشاهدة الأغيار أجمع { وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ } قال ابن عباس : فلا يغيب ، أبو روق : يبعد ، وقال ابن كيسان يذهب . وقرأ يحيى والأعمش والكسائي : يعزب بكسر الزاء وقرأ الباقون : بالضم وهما لغتان [ صحيحتان ] { مِن مِّثْقَالِ } من صلة معناه وما يعزب عن ربك مثقال ذرة أو وزن ذرة [ وهي النملة الحمراء الصغيرة ] ، يقول العرب : [ خذ ] هذا ، فإنهما أثقل مثقالا وأخفها مثقالا أي وزناً { فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلاۤ أَكْبَرَ } قرأ الحسن وابن أبي يحيى وحمزة برفع الراء فيهما عطفاً على موضع المثقال فبرّر دخول من ، وقرأ الباقون بفتح الراء عطفاً على الذرة ولا مثقال أصغر وأكبر { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } بمعنى اللوح المحفوظ .