Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 93-97)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا } أنزلنا { بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } بعد هلاك فرعون { مُبَوَّأَ } منزل { صِدْقٍ } يعني خير ، وقيل الأردن وفلسطين وهي : الأرض المقدسة التي بارك الله فيها لإبراهيم وذريته . الضحاك : هي مصر والشام . { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } الحلالات . { فَمَا ٱخْتَلَفُواْ } يعني اليهود الذين كانوا على عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } البيان بأن محمداً صلى الله عليه وسلم يقول صدقاً ودينه حق . وقيل : العلم بمعنى المعلوم لقولهم للمخلوق : خلق ، وللمقدور : قدر ، وهذا [ … فتم طرف الأمر ، قال الله … ] ، ومعنى الآية فما اختلفوا في محمد حتى جاءهم المعلوم وهو كون محمد صلى الله عليه وسلم نبياً لأنهم كانوا يعلمونه قبل خروجه . { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } من الدين . { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ } ، الآية ، وقد أكثر العلماء في تفسير معنى الآية ، قال مقاتل : قالت كفار مكة : إنما ألقى هذا الوحي على لسان محمد شيطان ، فأنزل الله تعالى : { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ } يعني القرآن . { فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ } يخبرونك أنه مكتوب عندهم في التوراة رسولا نبياً . وقيل : الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره من الشاكّين به ، كما ذهب العرب في خطابهم الرجل بالشيء ويريدون به غيره ، كقوله تعالى : { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ } [ الأحزاب : 1 ] كأن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به المؤمنون ، ويدلّ عليه قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } [ النساء : 94 ] [ الأحزاب : 2 ] ولم يقل : تعمل . قال المفسرون : كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : آمنا بالله بلسانهم ، ومنهم كافر مكذّب لا يرى إلاّ أن ما جاء به باطل ، أو شاكّ في الأمر لا يدري كيف هو يقدّم رجلا ويؤخِّر أخرى ، فخاطب الله هذا الصنف من الناس فقال : { فَإِن كُنتَ } أيها الإنسان { فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ } من الهدى على لسان محمد ( صلى الله عليه وسلم ) . { فَاسْأَلِ } الأكابر من علماء أهل الكتاب مثل عبد الله بن سلاّم ، وسلمان الفارسي ، وتميم الداري وأشباههم فيشهدوا على صدقه ، ولم يرد المعاندين منهم . وقيل : إنْ بمعنى ( ما ) ، وتقديره : فما كنت في شك مما أنزلنا إليك ، فاسألوا يا معاشر الناس أنتم دون النبي . كما قال : { وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ } [ إبراهيم : 46 ] بمعنى وما كان مكرهم . وقيل : إنّ الله علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشكّ ولكنّه أراد أن يأخذ الرسول بقوله لا أشك ولا [ أماريٍ ] إدامةً للحجة على الشاكّين من قومه كما يقول لعيسى : { ءَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [ المائدة : 116 ] وهو يعلم أنه لم يقل ذلك ، بدليل قوله : { سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ } [ المائدة : 116 ] إدامة للحجة على النصارى . وقال الفرّاء : علم الله تعالى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير شاكّ ، فقال له : فإن كنتَ في شكّ ، وهذا كما تقول لغلامك الذي لا تشك في ملكك إياه : إن كنت عبدي فأطعني ، أو تقول لابنك : إن كنت ابني فبرّني . وقال عبد العزيز بن يحيى الكناني : الشاك في الشيء يضيق به صدراً ، فيقال لضيِّق الصدر شاك ، يقول : إن ضقت ذرعاً بما تعاين من تعنتهم وأذاهم فاصبر ، واسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك يخبروك كيف صبر الأنبياء على أذى [ قومهم ] وكيف كان عاقبة أمرهم من النصر والتمكين . وسمعت أبا القاسم الحسن بن محمد بن حبيب سمعت أبا بكر محمد بن محمد بن أحمد القطان في [ ذلك : ] كان جائزاً على الرسول صلى الله عليه وسلم وسوسة الشيطان لأن المجاهدة في ردّها يستحق عليها عظيم الثواب والله [ … ] وكان يضيق صدره من ذلك والله أعلم . وقال الحسين بن الفضل مع [ حيث ] الشرط لا يثبت الفعل . والدليل عليه ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية : " والله لا أشك ولا أسأل " . ثم أفتى [ وزوّدنا ] بالكلام فقال : { لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ * وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } القرآن . { فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } [ الذين تحبط أعمالهم ] { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } لعنته إياهم [ لنفاقهم ] ، قال ابن عباس : ينزل بك السخط ، وقال : إن الله خلق الخلق [ فمنهم شقي ومنهم ] سعيد ، فمن كان سعيداً لا يكفر إلاّ ريثما يراجع الإيمان ومن كان شقياً لا يؤمن إلاّ ريثما يراجع الكفر ، وإنما العمل [ … ] وقرأ أهل المدينة : [ كلمات ] جمعاً . { لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ } دلالة { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } قال الأخفش : أنّث فعل [ كل ] لأنها مضافة إلى مؤنث ، ولفظة كل للمذكر والمؤنث سواء .