Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 51-59)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ } : ما أحضرتهم ، يعني إبليس وذريته . وقيل : يعني الكافرين أجمع . قال الكلبي : يعني ملائكة السماوات . وقرأ أبو جعفر : ( ما أشهدناهم ) بالنون والألف على التعظيم ، { خَلْقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } فأستعين بهم على خلقها ، وأُشاورهم وأُوامرهم فيها ، { وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُداً } : أنصاراً وأعواناً . { وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُواْ } قرأ حمزة بالنون . الباقون بالياء لقوله : { شُرَكَآئِيَ } ولم يقل : شركاءنا . { شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ } أنهم شركائي ، { فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم } يعني بين الأوثان وعبدتها . وقيل : بين أهل الهدى والضلالة { مَّوْبِقاً } ، قال عبد الله بن عمر : هو واد عميق في جهنم يفرق به يوم القيامة بين أهل لا إله إلاّ الله ، وبين من سواهم . وقال ابن عباس : هو واد في النار . وقال مجاهد : واد من حميم . وقال عكرمة : هو نهر في النار يسيل ناراً ، على حافتيه حيّات مثل البغال الدهم ، فإذا بادرت إليهم لتأخذوهم استغاثوا بالاقتحام في النّار منها . وقال الحسن : عداوة . وقال الضحّاك وعطاء : مهلكاً . وقال أبو عبيد : موعداً ، وأصله الهلاك ، يقال : أوبقه يوبقه إيباقاً ، أي أهلكه ، ووبق يبق وبقاً ، أي هلكة ، ويقال : وبق يوبق ويبق ويأبق ، وهو وابق ووبق ، والمصدر : وبق ، ووبُوق . { وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ } : المشركون { ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا } : داخلوها . وقال مجاهد : مقتحموها وقيل : نازلوها وواقعون فيها . وقرأ الأعمش : ( ملاقوها ) ، يعني مجتمعين فيها ، والهاء الجمع { وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً } . وروى أبو سعيد الخدري عن النبّي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الكافر ليرى جهنم فيظن أنه مواقعها من مسيرة أربعين سنة " . { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } : بيّنا { فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } ليتذكروا ويتّعظوا { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً } : خصومة في الباطل ، يعني أُبّي بن خلف الجمحي ، وقيل : إنه عام ليس بخاص ، واحتجّوا بما روى " الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه هو وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا تصلّون ؟ فقلت : يا رسول الله ، إنما أنفسنا بيد الله تعالى ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا . فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت ذلك له ولم يرجع شيئاً ، فسمعته وهو يضرب فخذه ويقول : { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً } " . { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ } يعني من أن يؤمنوا ، { إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ } : القرآن والإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم { وَيَسْتَغْفِرُواْ } : ومن أن يستغفروا ربهم { إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ } يعني سنتنا في إهلاكهم { أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ قُبُلاً } ، قال ابن عباس : عياناً . قال الكلبي : هو السّيف يوم بدر . قال مجاهد : فجأة . ومن قرأ { قبلا } ، بضمتين ، أراد به : أصناف العذاب . { وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ } : يبطلوا ويزيلوا { بِهِ ٱلْحَقَّ } ، قال السّدي : ليفسدوا ، وأصل الدّحض : الزلق ، يقال : دحضت رجله أي زلقته . وقال طرفة : @ أبا منذر رمت الوفاء فهبته وحدت كما حاد البعير عن الدحض @@ { وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُواْ } ، فيه إضمار يعني : وما أُنذروا وهو القرآن { هُزُواً } : استهزاءً . { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَٰتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا } : لم يؤمن بها { وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } ، أي عملت يداه من الذنوب { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ } ، يعني القرآن { وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً } : ثقلاً وصمماً { وَإِن تَدْعُهُمْ } يا محمد { إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ } يعني إلى الدين { فَلَنْ يَهْتَدُوۤاْ إِذاً أَبَداً } : لن يرشدوا ولن يقبلوه . { وَرَبُّكَ ٱلْغَفُورُ ذُو ٱلرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ } من الذنوب { لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلْعَذَابَ } في الدنيا { بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ } وهو يوم الحساب { لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } : معدلاً ومنجىً ، قال الأعشى : @ وقد أُخالس ربّ البيت غفلته وقد يحاذر منّي ثمّ ما يئل @@ أي لا ينجو . { وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } : كفروا ، { وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً } : أجلاً .