Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 8-18)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } نزلت في النضر بن الحرث ، كان كثير الجدال فكان يقول : الملائكة بنات الله ، والقرآن أساطير الأولين ، ويزعم أنّ الله غير قادر على إحياء من قد بلي وعاد تراباً . قال الله سبحانه { وَيَتَّبِعُ } في قيله ذلك وجداله في الله بغير علم { كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ } قضي عليه ، على الشيطان { أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ } اتّبعه { فَأَنَّهُ } يعني الشيطان { يُضِلُّهُ } يعني يضلّ من تولاه { وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } وتأويل الآية : قضي على الشيطان أنّه يضلّ أتباعه ويدعوهم إلى النار . ثمّ ألزم الحجّة منكري البعث فقال عزَّ من قائل { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ } يعني أباكم آدم الذي هو أصل النسل ووالد البشر { مِّن تُرَابٍ } ثم ذرّيته { مِن نُّطْفَةٍ } وهو المنيّ وأصلها الماء القليل وجمعها نطاف { ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } وهي الدم العبيط الجامد وجمعها علق { ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ } وهي لحمة قليلة قدر ما تمضغ { مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } . قال ابن عباس وقتادة : تامّة الخلق وغير تامة . وقال مجاهد : مصوّرة وغير مصوّرة يعني السقط . قال عبد الله بن مسعود : إذا وقعت النطفة في الرحم بعث الله عزّ وجلّ مَلَكاً فقال : يا رب مخلّقة أو غير مخلقة ؟ فإن قال : غير مخلّقة مجّتها الأرحام دماً وإن قال : مخلّقة قال : يا ربّ فما صفة هذه النطفة ؟ أذكر أم أُنثى ؟ ما رزقها ؟ ما أجلها ؟ أشقي أم سعيد ؟ فيقال له : انطلق إلى أُمّ الكتاب فاستنسخ منه صفة هذه النطفة ، فينطلق الملك فينسخها فلا تزال معه حتى يأتي على آخر صفتها . { لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ } كمال قدرتنا وحكمتنا في تصريفنا أطوار خلقكم . { وَنُقِرُّ } روي عن عاصم بفتح الراء على النسق ، غيره : بالرفع على معنى ونحن نقرُ ( في الأرحام ) { مَا نَشَآءُ } فلا تمجّه ولا تسقطه { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } وقت خروجها من الرحم تامّ الخلق والمدّة { ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ } من بطون أُمهاتكم { طِفْلاً } صغاراً ولم يقل أطفالاً لأنّ العرب تسمّي الجمع باسم الواحد . قال الشاعر : إنّ العواذل ليس لي بأمير ولم يقل أُمَراء . وقال ابن جريج : تشبيهاً باسم المصدر مثل : عدل وزور ، وقيل : تشبيهاً بالخصم والضيف . { ثُمَّ لِتَبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُمْ } كمال عقولكم ونهاية قواكم . { وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ } قبل بلوغ الأشدّ { وَمِنكُمْ مَّن } يعمّر حتى { يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ } وهو الهرم والخرف { لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً } . ثمَّ بيَّن دلالة أُخرى للبعث فقال تعالى { وَتَرَى ٱلأَرْضَ هَامِدَةً } يابسة دارسة الأثر من الزرع والنبات كهمود النار . { فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ } المطر { ٱهْتَزَّتْ } تحرّكت بالنبات { وَرَبَتْ } أي زادت وأضعفت النبات بمجيء الغيث ، وقرأ أبو جعفر : ربأت بالهمز ، ومثله في حم السجدة أي ارتفعت وعلت وانتفخت ، من قول العرب : ربا الرجل إذا صعد مكاناً مشرفاً ، ومنه قيل للطليعة رئبة . { وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } صنف حسن { ذٰلِكَ } الذي ذكرت لتعلموا { بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } والحق هو الكائن الثابت { وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي ٱلْقُبُورِ } . { ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى } بيان وبرهان { وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } نزلت في النضر بن الحرث { ثَانِيَ عِطْفِهِ } نصب على الحال . قال ابن عباس : مستكبراً في نفسه ، تقول العرب : جاء فلان ثاني عطفه أي متجبّراً لتكبّره وتجبّره ، والعطف : الجانب . الضحّاك : شامخاً بأنفه ، مجاهد وقتادة : لاوياً عنقه ، عطيّة وابن زيد : معرضاً عمّا يُدعى إليه من الكبر . ابن جريج : أي يعرض عن الحقّ نظيرها قوله سبحانه { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِراً } [ لقمان : 7 ] الآية . وقوله { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ } [ المنافقون : 5 ] الآية . { لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ } عذاب وهوان وهو القتل ببدر . { وَنُذِيقُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } فيقال له يومئذ { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ } وهذا وأضرابه مبالغة في إضافة الجرم إليه . { وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلعَبِيدِ } فيعذّبهم بغير ذنب وهو سبحانه على أي وجه تصرّف في عبده فإنّه غير ظالم ، بل الظالم : المتعدّي المتحكّم في غير ملكه . { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ } الآية . نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرين من باديتهم فكان أحدهم إذا قدم المدينة ، فإن صحّ بها جسمه ونتجت فرسه مهراً حسناً وولدت امرأته غلاماً وكثر ماله وماشيته رضي به واطمأنَّ إليه وقال : ما أصبت مذ دخلت في ديني هذا إلا خيراً ، وإن أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وأجهضت رماكه وذهب ماله وتأخرّت عنه الصدقة ، أتاه الشيطان فقال : والله ما أصبت مذ كنت على دينك هذا إلاّ شرّاً ، فينقلب عن دينه ، وذلك الفتنة ، فأنزل الله سبحانه { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ } أي طرف واحد وجانب في الدين لا يدخل فيها على الثبات والتمكين ، والحرف : منتهى الجسم ، وقال مجاهد : على شكّ . وقال بعض أهل المعاني : يريد على ضعف في العبادة كضعف القائم على حرف مضطرباً فيه . وقال بعضهم : أراد على لون واحد في الأحوال كلّها يتّبع مراده ، ولو عبدوا الله في الشكر على السرّاء والصبر على الضرّاء لما عبدوا الله على حرف . وقال الحسن : هو المنافق يعبده بلسانه دون قلبه . { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ } صحة في جسمه وسعة في معيشته { ٱطْمَأَنَّ بِهِ } أي رضي واطمأن إليه وأقام عليه . { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } بلاء في جسمه وضيق في معاشه وتعذّر المشتهى من حاله { ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ } ارتدّ فرجع إلى وجهه الذي كان عليه من الكفر { خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةَ } وقرأ حميد الأعرج ويعقوب : خاسر الدنيا بالألف على مثال فاعل ، والآخرة خفضاً ، على الحال . { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } الضرر الظاهر { يَدْعُو مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ } إن عصاه { وَمَا لاَ يَنفَعُهُ } إن أطاعه بعد إسلامه راجعاً إلى كفره { ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } ذهب عن الحق ذهاباً بعيداً . { يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ } اختلف النحاة في وجه هذه اللام فقال بعضهم : هي صلة مجازُها : يدعو من ضرّه أقرب من نفعه ، وهكذا قرأها ابن مسعود ، وزعم الفّراء والزجّاج أنّ اللام معناها التأخير تقديرها : يدعو والله لمن ضرّه أقرب من نفعه . وقال بعضهم : هذا على التأكيد معناه : يدعو لمن ضرّه أقرب من نفعه يدعو ثم حذفت يدعو الأخيرة اجتزاء بالأُولى ، ولو قلت : تضرب لمن خيره أكثر من شرّه تضرب ، ثمّ يحذف الأخير جاز . وحكي عن العرب سماعاً : أعطيتك لما غيره خير منه ، وعنده لما غيره خير منه . وقيل : ( يدعو لمَنْ ضرّه ) من قوله { ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } ، وموضع { ذٰلِكَ } نصب بـ ( يدعو ) كأنّه قال : الذي هو الضلال البعيد يدعو ، ثم استأنف فقال : لَمَن ضرّه أقرب من نفعه ، وتكون من في محل الرفع بالابتداء وخبره { لَبِئْسَ ٱلْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ ٱلْعَشِيرُ } . وقيل : يدعو بمعنى يقول ، والخبر محذوف تقديره : لمن ضرّه أقرب من نفعه إلهه لبئس المولى الناصر ، ولبئس العشير المعاشر ، والصاحب والخليط يعني الوثن . { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ( * ) مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } اختلفوا في المعنى بالهاء التي في قوله ينصره ، فقال أكثر المفسّرين : عنى بها نبيّه صلى الله عليه وسلم قال قتادة : يقول : من كان يظنّ أن لن ينصر الله نبيّه { فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ } بحبل { إِلَى ٱلسَّمَآءِ } إلى سقف البيت فليختنق به حتى يموت { ثُمَّ لْيَقْطَعْ } الحبل بعد الاختناق { فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ } صنيعه وحيلته { مَا يَغِيظُ } هذا قول أكثر أهل التأويل ، وإنّما معنى الآية : فليصوّر هذا الأمر في نفسه وليس يختم لأنّه إذا اختنق ومات لا يمكنه القطع والنظر . قال الحسين بن الفضل : هذا كما تقول في الكلام للحاسد أو المعاند : إن لم ترض هذا فاختنق . وقال ابن زيد : السماء في هذه الآية هي السماء المعروفة بعينها ، وقال : معنى الكلام : من كان يظن أن لن ينصر الله نبيّه ويكايده في دينه وأمره ليقطعه عنه ، فليقطع ذلك من أصله من حيث يأتيه فإنّ أصله في السماء ، فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع عن النبي صلى الله عليه وسلم الوحي الذي يأتيه من الله ، فإنه لا يكايده حتى يقطع أصله عنه ، فلينظر هل يقدر على إذهاب غيظه بهذا العمل . وذُكر أنّ هذه الآية نزلت في قوم من أسد وغطفان تباطؤوا عن الإسلام وقالوا : نخاف أن لا يُنصَرَ محمد فينقطع الذي بيننا وبين حلفائنا من اليهود فلا يميروننا ولا يؤوننا ، فقال الله لهم : من استعجل من الله نصر محمد فليختنق ، فلينظر استعجاله بذلك في نفسه هل هو مذهب غيظه ، فكذلك استعجاله من الله نصر محمد غير مقدم نصره قبل حينه . وقال مجاهد : الهاء في ينصره راجعة إلى من ، ومعنى الكلام : من كان يظن أن لن يرزقه اللّه في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى سماء البيت فليختنق ، فلينظر هل يذهبن فعله ذلك ما يغيظ وهو خنقه أن لا يرزق ، والنصر على هذا القول : الرزق ، كقول العرب : من ينصرني نصره الله أي من يعطني أعطاه الله . قال أبو عبيد : تقول العرب : " أرض منصورة " أي ممطورة كأن الله سبحانه أعطاها المطر . وقال الفقعسي : @ وإنّك لا تعطي أمرءاً فوق حقّه ولا تملك الشقّ الذي الغيث ناصر @@ وفي قوله " ما يغيظ " لأهل العربيّة قولان : أحدهما : أنّها بمعنى الذي مجازه هل يذهبن كيده الذي يغيظه فحذف الهاء ليكون أخفّ . والثاني : أنّها مصدر ، مجازه : هل يذهبن كيده غيظه . { وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ ( * ) إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئِينَ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلْمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ } يعني عبدة الأوثان ، وقال قتادة : الأديان خمسة : أربعة للشيطان وواحد للرحمن . { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ } يحكم { بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } قال النحاة : " إن الله " خبر لقوله " إنّ الذين " كما تقول : إنّ زيداً ان الخير عنده لكثير ، كقول الشاعر : @ إنّ الخليفة إن الله سربله سربال ملك به ترجى الخواتيم @@ { أَلَمْ تَرَ } بقلبك وعقلك { أَنَّ ٱللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلْجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ } . قال مجاهد : سجودها : تحوّل ظلالها ، وقال أبو العالية : ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر إلاّ يقع لله ساجداً حين يغيب ، ثم لا ينصرف حتى يؤذن له فيأخذ ذات اليمين حين يرجع إلى مطلعه . وقال أهل الحقائق : سجود الجماد وما لا يعقل ما فيها من ذلّة الخضوع والتسخير وآثار الصنعة والتصوير الذي يدعو العاقلين إلى السجود لله سبحانه ، كما قال الشاعر : @ وفي كلّ شيء له آية تدلّ على أنّه واحد @@ { وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ } بكفره وهو مع ذلك يسجد لله ظلّه ، قال مجاهد : وقيل : يسجد لله أي يخضع له ويقرّ له بما يقتضيه عقله ويضطره إليه ، وإن كفر بغير ذلك من الأمور . قالوا : وفي قوله { وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ } واو العطف . وقال بعضهم : هو واو الاستئناف ، معناه : وكثير حق عليه العذاب بكفره وإبائه السجود . حكى لي أبو القاسم بن حبيب عن أبي بكر بن عياش أنّه قال : في الآية إضمار مجازها : وسجد كثير من الناس ، وأبى كثير حقّ عليه العذاب . { وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ } أي يهنه الله { فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } قرأه العامة بكسر الراء ، وقرأ إبراهيم بن أبي عيلة : فماله من مكرَم بفتح الراء أي إكرام كقوله سبحانه { أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ } [ الإسراء : 80 ] { أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً } [ المؤمنون : 29 ] أي إدخالاً وإنزالاً . { إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } .