Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 36-44)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ } قال ابن عباس : هي كلمة بُعْد يقول : ما توعدون ، واختلف القرّاء فيه ، فقرأ أبو جعفر بكسر التاء فيهما ، وقرأ نصر بن عاصم بالضم ، وقرأ ابن حبوة الشامي بالضم والتنوين ، وقرأ الآخرون بالنصب من غير تنوين ، وكلّها لغات صحيحة ، فمن نصب جعل مثل أين وكيف ، وقيل : لأنهما أداتان فصارتا مثل خمسة عشر وبعلبك ونحوهما . وقال الفرّاء : نصبهما كنصب قولهم ثمثّ وربّت ، ومن رفعه جعله مثل منذ وقط وحيث ، ومن كسره جعله مثل أمس وهؤلاء . قال الشاعر : @ تذكرت أياما مضين من الصبا وهيهات هيهات إليك رجوعها @@ وقال آخر : @ لقد باعدت أُم الحمارس دارها وهيهات من أُم الحمارس هيهاتا @@ واختلفوا في الوقف عليها ، فكان الكسائي يقف عليها بالهاء ، والفرّاء بالتاء ، وإنّما أُدخلت اللام مع هيهات في الاسم لأنها أداة غير مشتقّة من فعل فأدخلوا معها في الاسم اللام كما أدخلوها مع هلمّ لك . { إِنْ هِيَ } يعنون الدنيا { إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا } يموت الآباء ويحيى الأبناء { وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ * إِنْ هُوَ } يعنون الرسول { إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ * قَالَ رَبِّ ٱنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ } عن قليل ، وما صلة { لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } على كفرهم { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } يعني صيحة العذاب { بِٱلْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً } وهو ما يحمله السيل { فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ * ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ } والقرن أهل العصر ، سمّوا بذلك لمقارنة بعضهم ببعض . { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } ومن صلة . { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا } مترادفين يتبع بعضهم بعضاً ، وقرأ أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو تترى بالتنوين على توهّم أنَّ الياء أصليّة ، كما قيل : معزي بالياء ومعزىً وبهمي وبهما فأُجريت أحياناً وترك اجراؤها أحياناً ، فمَن نوَّن وقف عليها بالألف ، ومن لم ينوّن وقف عليها بالياء ، ويقال : إنها ليست بياء ولكن ألف ممالة ، وقرأه العامّة بغير تنوين مثل غضبى وسكرى ، وهو اسم جمع مثل شتّى ، وأصله : وترى من المواترة والتواتر ، فجعلت الواو تاء مثل التقوى والتكلان ونحوهما . { كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً } بالهلاك أي أهلكنا بعضهم في أثر بعض . { وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ } أي مثلا يتحدّث بهم الناس ، وهي جمع أُحدوثة ، ويجوز أن يكون جمع حديث ، قال الأخفش : إنّما يقال هذا في الشّر ، فأمّا في الخير فلايقال : جعلتهم أحاديث وأُحدوثة وإنما يقال : صار فلان حديثاً . { فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } نظيرها { فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } [ سبأ : 19 ] ؟ .