Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 221-227)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ } ثمَّ بيَّن فقال { تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ } كذّاب { أَثِيمٍ } فاجر ، وهم الكهنة . وقال مقاتل : مثل مسيلمة وطلحة . { يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ } يعني يستمعون من الملائكة مسترقين فيلقون إلى الكهنة . { وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } لانّهم يخلطون به كذباً كثيراً ، وهم الآن محجوبون والحمد لله ربّ العالمين . { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } . أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن حمدون بن عمارة الأعمش قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن قهزاد المروزي قال : حدّثنا حاتم بن العلاء قال : أخبرنا عبد المؤمن عن بريده عن ابن عباس في هذه الآية { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } قال : هم الشياطين ، يدل عليه قوله سبحانه وتعالى { فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ } [ الصافات : 32 ] . وقال الضحّاك : تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين ، ومع كل واحد منهم غواة من قومه وهم السفهاء ، فنزلت هذه الآية وهي رواية عطيّة عن ابن عباس . عكرمة عنه : الرواة . علي بن أبي طلحة عنه : كفّار الجنّ والإنس . وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا طلحة بن محمد وعبيد الله بن أحمد قالا : حدّثنا أبو بكر بن مجاهد قال : أخبرني جعفر بن محمد قال : حدّثنا حسين بن محمد بن علي قال : حدّثنا أبي عن عبد الله بن سعيد بن الحر عن أبي عبد الله { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } قال : هم الذين يشعرون قلوب الناس بالباطل ، وأراد بهؤلاء شعراء الكفّار : عبد الله بن الزبعرى المخزومي ، وهبيرة بن أبي وهب ، ومسافع بن عبد مناف ، وعمرو بن عبد الله أبا عزّة الجمحي ، وأُميّة بن أبي الصلت كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتّبعهم الناس . أخبرني الحسن بن محمد بن الحسين قال : حدّثنا عبيد الله بن محمد بن شنبة قال : حدّثنا محمد بن عمران بن هارون قال : حدّثنا علي بن سعيد النسوي قال : حدّثنا عبد السلام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن مكحول عن أبي إدريس عن غضيف أو أبي غضيف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مَن أحدث هجاءً في الإسلام فاقطعوا لسانه " . وأخبرني الحسين بن محمد قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق السُني قال : أخبرنا أبو يعلى قال : حدّثنا إبراهيم بن عرعرة قال : حدّثنا عبد الرَّحْمن بن مهدي قال : حدّثنا يعقوب القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لمّا فتح النبي صلى الله عليه وسلم يعني مكة رنّ إبليس رنّةً فاجتمعت إليه ذريّته فقال : « آيسوا أن ترتد أُمة محمد على الشرك بعد يومكم هذا ، ولكن أفشوا فيها يعني مكة الشعر والنوح » . { أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ } من أودية الكلام { يَهِيمُونَ } حائرين وعن طريق الحق والرشد جائرين . قال الكسائي : الهائم الذاهب على وجهه . أبو عبيد : الهائم المخالف للقصد . قال ابن عباس في هذه الآية : في كل لغو يخوضون ، مجاهد : في كل فن يفتنون ، قتادة : يمدحون قوماً بباطل ، ويشتمون قوماً بباطل . { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ } ثمَّ استثنى شعراء المؤمنين : حسّان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك ، وكعب بن زهير فقال عزَّ من قائل { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱنتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ } يعني ردّوا على المشركين الذين هجوا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين . أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبة قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد الكسائي قال : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدّثنا يحيى بن واضح عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي الحسن البراد قال : " لما نزلت هذه الآية { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } جاء عبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك ، وحسّان بن ثابت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون فقالوا : يا رسول الله أنزل الله سبحانه هذه الآية وهو يعلم أنّا شعراء ، فقال : إقرؤوا ما بعدها { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً } أنتم { وَٱنتَصَرُواْ } أنتم . " وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا القطيعي قال : حدّثنا ابن حنبل قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا أبو اليمان قال : أخبرنا شعيب عن الزهري . وأخبرنا ابن حمدون قال : أخبرنا ابن الشرقي قال : حدّثنا محمد بن يحيى قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري قال : حدّثنا عبد الرَّحْمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنّه قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله سبحانه في الشعراء ما أنزل : يا رسول الله إنَّ الله سبحانه وتعالى قد أنزل في الشعراء ما قد علمت فكيف ترى فيه ؟ فقال النبىّ صلى الله عليه وسلم : " إنَّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه ، والذي نفسي بيده لكأنّ ما ترمونهم به نضح النبل " . وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا عمر بن الخطاب قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل قال : حدّثنا عمرو بن محمد الناقد قال : حدّثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة " أنَّ عمر مرَّ بحسّان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال : قد كنت أُنشد فيه وفيه من هو خير منك ، ثم التفت إلى أبي هريرة وقال : أُنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أجب عنّي ، اللهم أيّده بروح القدس " ؟ قال : اللّهم نعم . " وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبة قال : حدّثنا محمد بن علي بن سالم الهمداني قال : حدّثنا أحمد بن منيع قال : حدّثنا أبو معاوية قال : حدّثنا الشيباني عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسّان : " اهجُ المشركين فإنَّ جبرئيل معك " . { وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } أشركوا { أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } أيّ مرجع يرجعون إليه بعد مماتهم . وروى نوفل بن أبي عقرب عن ابن عباس رضي الله عنه ( أيّ منقلب ينفلتون ) بالفاء والتاء ومعناهما واحد . وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبة قال : حدّثنا الفريابي قال : حدّثنا عبيد الله بن معاذ قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا ابن عون عن إبراهيم قال : كان شريح يقول : سيعلم الظالمون حظّ من نقصُوا ، إنّ الظالم ينتظر العقاب ، وإنّ المظلوم ينتظر النصر .