Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 46-50)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال وهب بن منبه : قال موسى يا رب أرني محمد صلى الله عليه وسلم قال : إنّك ) لن تصل إلى ذلك ، وإن شئت ناديت أمّته فأسمعتك صوتهم ، قال : « بلى يا رب » ، فقال الله سبحانه : يا أُمّة محمد ، فأجابوه من أصلاب آبائهم . وأخبرنا عبد الله بن حامد الأصفهاني ، قال أخبرنا محمد بن جعفر المطري ، قال : حدّثنا الحماد بن الحسن ، قال : حدّثنا أبو بكر ، قال : حدّثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي مدرك ، عن أبي زرعة يعني ابن عمرو بن جرير { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } قال : قال : يا أُمّة محمد قد أجبتكم من قبل أن تدعوني ، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني . وأخبرني عبد الله بن حامد الوزان ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن شاذان ، قال : حدّثنا جيعويه بن محمد ، قال : حدّثنا صالح بن محمد ، قال : وأخبرنا عثمان بن أحمد ، قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الجبلي ، قال : حدّثنا محمد بن الصباح بن عبد السلم ، قال : حدّثنا داود أبو سلمان كلاهما ، عن سلمان بن عمرو ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد الساعدي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله سبحانه : { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } قال : " كتب الله عزّوجل كتاباً قبل أن يخلق الخلق بألفي عام في ورقة آس ، ثم وضعها على العرش ، ثم نادى : يا أُمّة محمد إنّ رحمتي سبقت غضبي ، أعطيتكم قبل أن تسألوني ، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني ، من لقيني منكم يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً عبدي ورسولي أدخلته الجنّة " . { وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } قراءة العامة بالنصب على الخبر ، تقديره : ولكن رحمناك رحمة ، وقرأ عيسى بن عمر { رَّحْمَةً } بالرفع يعني ( ولكنه رحمة من ربك ) إذا أطلعك عليه وعلى الأخبار الغائبة عنك { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } يعني أهل مكة { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } . { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ } عقوبة ونقمة { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } من الكفر والمعصية { فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } وجواب لولا محذوف أي لعاجلناهم بالعقوبة ، وقيل معناه : لما أرسلناك إليهم رسولا ، ولكنا بعثناك إليهم { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ } [ النساء : 165 ] ، { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا } يعني محمد ( عليه السلام ) { قَالُواْ } يعني كفار مكة { لَوْلاۤ أُوتِيَ } محمد { مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ } كتاباً جملة واحدة . قال الله تعالى : { أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا } قال الكلبي : وكانت مقالتهم تلك حين بعثوا الرهط منهم إلى رؤوس اليهود بالمدينة في عيد لهم ، فسألوهم عن محمد ( عليه السلام ) فأخبروهم أنّه نعته وصفته ، وأنّه في كتابهم التوراة ، فرجع الرهط إلى قريش ، فأخبروهم بقول اليهود ، فقالوا عند ذلك { سِحْرَانِ تَظَاهَرَا } قرأ أهل الكوفة { سِحْرَانِ } بغير ألف وهي قراءة ابن مسعود ، وبه قرأ عكرمة ، واحتج بقوله : { قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ } وقرأ الآخرون ( ساحران ) بالألف ، واختاره أبو حاتم وأبو عبيدة ، لأن معنى التظاهر بالناس وأفعالهم أشبه منه بالكتب ، فمن قرأ { سِحْرَانِ } أراد التوراة والقرآن ، ومن قرأ ( ساحران ) أراد موسى ومحمداً ( عليهما السلام ) . { وَقَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ * قُلْ } لهم يا محمد { فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ } ولم يأتوا به { فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } .