Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 51-60)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ } ابن عباس ومجاهد : فصّلنا ، ابن زيد : وصلنا لهم خير الدنيا بخير الآخرة حتى كأنّهم عاينوا الآخرة في الدنيا ، وقال أهل المعاني : أي والينا وتابعنا ، وأصلة من وصل الجبال بعضها إلى بعض ، قال الشاعر : @ فقل لبني مروان ما بال ذمّة وحبل ضعيف ما يزال يوصّل @@ وقرأ الحسن { وَصَّلْنَا } خفيفة ، وقراءة العامة بالتشديد على التكثير { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ } أي من قبل محمد ( عليه السلام ) { هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ } نزلت في مؤمني أهل الكتاب { وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } يعني القرآن { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُوْلَـٰئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْن } لإيمانهم بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر { بِمَا صَبَرُواْ } على دينهم ، قال مجاهد : نزلت في قوم من أهل الكتاب أسلموا فأُوذوا { وَيَدْرَؤُنَ } ويدفعون { بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ } القبيح من القول { أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ } أي دين الجاهلين عن الكلبي ، وقيل : محاورة الجاهلين ، وقيل : لا نريد أن نكون جهالا . { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } أي من أحببت هدايته ، وقيل : من أحببته ، نزلت في أبي طالب . حدّثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي إملاءً قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن بشر ، قال : حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن زيد بن كيسان ، قال : حدّثني أبو حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمّه : " قل لا إله إلاّ الله أشهد لك بها يوم القيامة " قال : لولا أن تعيّرني نساء قريش يقلن : إنّه حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك ، فأنزل الله سبحانه { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } ، { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } . وأخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال : أخبرنا مكي بن عبدان ، قال : حدّثنا محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف قالا : حدّثنا عبد الرزاق قال : وأخبرنا محمد بن الحسين ، قال : حدّثنا أحمد بن يوسف السلمي ، قال : حدّثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا أبو سعيد بن حمدون ، قال : أخبرنا ابن الشرقي ، قال : حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدّثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه دخل على عمّه أبي طالب في مرضه الذي مات فيه وعنده أبو جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية فقال : " يا عمي قل : لا إله إلاّ الله كلمة أحاجّ لك بها عند الله " . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أُمية : يا أبا طالب أترغب عن ملّة عبد المطلب ؟ فقال : بل على ملّة عبد المطلب . فأنزل الله سبحانه { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } . { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } أخبرني ابن فنجويه ، قال : حدّثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن مالك ، قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم الطيالسي ، قال : حدّثنا الحسين بن علي بن يزيد المدايني ، قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا الفضل بن العباس الهاشمي ، قال : حدّثنا عبد الوهاب ابن عبد المجيد الثقفي ، قال : حدّثنا يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن الزهري ، عن محمد بن ( جبير عن ) مطعم ، عن أبيه قال : لم يستمع أحد الوحي يلقى على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ أبو بكر الصديق ، فإنّه أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده يوحى إليه فسمع { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } . { وَقَالُوۤاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَك } الآية نزلت في الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف وذلك أنّه قال للنبي ( عليه السلام ) أنّا لنعلم إنّ الذي تقول حقّ ، ولكن يمنعنا إتباعك أنّ العرب تتخطّفنا من أرضنا ، لإجماعهم على خلافنا ولا طاقة لنا بهم ، فأنزل الله سبحانه { وَقَالُوۤاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ } مكة . قال الله سبحانه : { أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً } وذلك أنّ العرب في الجاهلية كان يغير بعضهم على بعض ، فيقتل بعضهم بعضاً ، وأهل مكة آمنون حيث كانوا لحرمة الحرم { يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ } يجلب ويجمع ، قرأ أهل المدينة ويعقوب ( تجبى ) بالتاء لأجل الثمرات واختاره أبو حاتم وقرأ غيرهم بالياء كقوله { كُلِّ شَيْءٍ } واختاره أبو عبيد قال : لأنّه قد حال بين الاسم المؤنث والفعل حائل { رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا } ، أي أشرت وطغت ، فكفرت بربّها ، قال عطاء بن رياح : أي عاشوا في البطر والأشر وأكلوا رزق الله وعبدوا الأصنام ، وجعل الفعل للقرية وهو في الأصل للأهل وقد مضت هذه المسألة { فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً } يعني فلم يعمر منها إلاّ أقلها ، وأكثرها خراب ، قال ابن عباس : لم يسكنها إلاّ المسافر ومار الطريق يوماً أو ساعة { وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوَارِثِينَ } نظيره قوله سبحانه : { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ ٱلأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا } [ مريم : 40 ] وقوله : { وَللَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } [ آل عمران : 180 ] . { وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ } بكفر أهلها { حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِيۤ أُمِّهَا } يعني مكة { رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي ٱلْقُرَىٰ إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } كافرون { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } بالياء أبو عمرو ، يختلف عنه الباقون بالتاء .