Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 23-30)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ } ليلة المعراج . عن ابن عبّاس ، وقال السدّي : من تلقّيه كتاب الله تعالى بالرضا والقبول . قال أهل المعاني : لم يرد باللقاء الرؤية وإنّما أراد مباشرته الحال وتبليغه رسالة الله عزّ وجلّ وقبول كتاب الله . وقيل : من لقاء الله الخطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره . { وَجَعَلْنَاهُ } ( يعني الكتاب ، وقال قتادة : موسى ) { هُدًى لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ * وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً } قادة في الخير يقتدى بهم { يَهْدُونَ } يدعون { بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ } قرأ حمزة والكسائي ( لَمَّا ) بكسر اللام وتخفيف الميم أي لصبرهم ، واختاره أبو عبيد اعتباراً بقراءة عبدالله { لَمَّا صَبَرُواْ } وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد الميم أي حين صبروا . { وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } يقضي بينهم . ويُسمّي أهل اليمن القاضي الفيصل { يَوْمَ ٱلْقَيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ } آيات الله وعظاته فيتّعظون بها . قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَآءَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ } أي اليابسة المغبرة : الغليظة التي لا نبات فيها . وأصله من قولهم : ناقةٌ جراز إذا كانت تأكل كلّ شيء تجده ، ورجل جروز ، إذا كان أكولاً . قال الراجز : @ خبّ جروز وإذا جاع بكى ويأكل التمر ولا يلقي النوى @@ وسيفٌ جراز أي قاطع ، جَرزِت الجراد الزرع إذا استأصلته ، فكأن الجرز هي الأرض التي لا يبقى على ظهرها شيء إلاّ أفسدته ، وفيه أربع لغات : جُرز وجَرُز وجَرْزَ وجَرَز . قال ابن عبّاس : هي أرض باليمن . قال مجاهد : هي أبين { فَنُخْرِجُ } فننبت { بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } قال بعضهم : أراد بيوم الفتح يوم القيامة الذي فيه الثواب والعقاب والحكم بين العباد . قال قتادة : قال أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلم : إنّ لنا يوماً ننعم فيه ونستريح ويحكم بيننا وبينكم ، فقال الكفّار استهزاءً : متى هذا الفتح ؟ أي القضاء والحكم . قال الكلبي : يعني فتح مكّة . وقال السدي : يعني يوم بدر ، لاِنَّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه كانوا يقولون لهم : إنّ الله ناصرنا ومُظهرنا عليكم . { قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ } يوم القيامة { لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } وَمَن تأوّل النصر قال : لا ينفعهم إيمانُهم إذا جاءهم العذاب وقتلوا . { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَٱنتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ } قراءة العامّة { مُّنتَظِرُونَ } بكسر الظاء . وقرأ محمد بن السميقع بفتح الظاء ، قال الفرّاء : لا يصحّ هذا إلاّ بإضمار مجازه : إنّهم منتظرون ربّهم ، قال أبو حاتم : الصحيح كسر الظاء لقوله : { فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ } [ الدخان : 59 ] .