Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 45-60)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ } قرأه العامة : بالألف . وقرأ ابن كثير : ( عبدنا ) على الواحد ، وهي قراءة ابن عبّاس . أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن يوسف الفقيه قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن يحيى ابن بلال قال : حدثنا يحيى بن الربيع المكي قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن عمر بن عطاء عن ابن عبّاس أنه كان يقرأ : { وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيم } ويقول : إنما [ ذكر ] إبراهيم ثم ولده بعده { وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي ٱلأَيْدِي } ذوي القوة في العبادة { وَٱلأَبْصَارِ } التبصر في العلم والدين { إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } . قرأ أهل المدينة مضافاً وهي رواية هشام عن الشام . وقرأ الآخرون : بالتنوين على البدل { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأَخْيَارِ * وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَذَا ٱلْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ * هَـٰذَا } الذي ذكرت { ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ * مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ * وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ أَتْرَابٌ } لذات مستويات على ملاذ امرأة واحدة بنات ثلاث وثلاثين سنة ، واحدها ترب { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ } بالتاء . ابن كثير وأبو عمر والباقون : بالياء . { لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } أي في يوم الحساب . قال الأعشى : @ المهينين مالهم لزمان السوء حتّى إذا أفاق أفاقوا @@ أي في زمان السوء { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } هلاك وفناء { هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ } الكافرين { لَشَرَّ مَآبٍ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا } يدخلونها { فَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ * هَـٰذَا } أيّ هذا العذاب { فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ } . قال الفراء : رفعت الحميم والغساق ب ( هذا ) مقدماً ومؤخراً ، والمعنى هذا حميم وغساق فليذوقوه ، وإن شئت جعلته مستأنفاً وجعلت الكلام فيه مكتفياً كاملا قلت : هذا فليذوقوه ثم قلت منه حميم وغساق . كقول الشاعر : @ حتّى إذا ما أضاء الصبح في غلس وغودر البقل ملوي ومحصود @@ واختلف القراء في قوله : ( وغساق ) ، فشددها يحيى بن وثاب وحمزة والكسائي وخلف وحفص وهي قراءة أصحاب عبد الله ، وخففها الآخرون . قال الفراء : من شدد جعله اسماً على فَعّال نحو الخبّاز والطبّاخ . ومن خفف [ جعله ] اسماً على فِعال نحو العذاب . واختلف المفسرون فيه : فقال ابن عبّاس : هو الزمهرير يحرقهم ببرده كما تحرقهم النار . وقال مجاهد ومقاتل : هو [ الثلج ] البارد الذي قد انتهى برده ، أي يريد هو المبين بلغة الطحارية وقد بلغه النزل . محمّد بن كعب : هو عصارة أهل النار . قتادة والأخفش : هو مايغسق من قروح الكفرة والزناة بين لحومهم وجلودهم ، أيّ تسيل . قال الشاعر : @ إذا ماتذكرت الحياة وطيبها وإلي جرى دمع من العين غاسق @@ { وَآخَرُ } قرأ أهل البصرة ومجاهد : ( وأُخر ) بضم الألف على جمع أُخرى ، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم ، لأنه نعته بالجمع فقال : أرواح مثل الكبرى والكبر . وقرأ غيرهم : على الواحد واخر . { مِن شَكْلِهِ } مثله { أَزْوَاجٌ } أصناف من العذاب والكناية في شكله راجعة إلى العذاب في قوله هذا . وأما قوله { هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } قال ابن عبّاس : هو أن القادة إذا دخلوا النار ثم دخل بعدهم الأتباع قالت الخزنة للقادة { هَـٰذَا } يعني الاتباع { فَوْجٌ } جماعة { مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } النار ، أيّ داخلوها كما دخلتم . فقالت السادة : { لاَ مَرْحَباً بِهِمْ } يعني بالأتباع { إِنَّهُمْ صَالُواْ ٱلنَّارِ } كما صليناها ، فقال الاتباع للسادة : { بَلْ أنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا } أيّ شرعتم وسننتم الكفر لنا { فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } أي قرارنا وقراركم ، والمرحب والرحب السعة ، ومنه رحبة المسجد . قال أبو عبيدة : يقول العرب للرجل : لامرحباً بك ، أي لا رحبت عليك الأرض ، أيّ اتسعت . وقال القتيبي : معنى قولهم : مرحباً وأهلاً وسهلاً ، أي أتيت رحباً وسعة ، وأتيت سهلاً لاحزناً ، وأتيت أهلاً لاغرباء ، فأنس ولاتستوحش ، وهي في مذهب الدعاء كما تقول : لقيت خيراً ، فلذلك نصب . قال النابغة :