Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 61-70)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا } أي شرّعه وسنّه { فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي ٱلنَّارِ } على عذابنا . وقال ابن مسعود : يعني حيات وأفاعي . { وَقَالُواْ } يعني صناديد قريش وهم في النار { مَا لَنَا لاَ نَرَىٰ رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ ٱلأَشْرَارِ } في دار الدُّنيا ، يعني فقراء المؤمنين { أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً } . قرأ أهل العراق إلاّ عاصماً وأيوب : بوصل الألف ، واختاره أبو عبيد قال : من جهتين : أحديهما : أنّ الاستفهام متقدم في قوله : ( مالنا لانرى رجالاً ) . والأُخرى : أنَّ المشركين لم يكونوا يشكون في اتخاذهم المؤمنين في الدُّنيا سخرياً ، فكيف يستفهمون عمّا قد عملوه . ويكون على هذه القراءة بمعنى بل . وقرأ الباقون : بفتح الألف وقطعها على الإستفهام وجعلوا ( أم ) جواباً لها مجازاً : اتخذناهم سخرياً في الدُّنيا وليسوا كذلك ، فلم يدخلوا معنا النار . { أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ ٱلأَبْصَار } فلا نراهم وهم في النار ، ولكن احتجبوا عن أبصارنا . وقال الفراء : هو من الاستفهام الذي معناه التعجب والتوبيخ ، فهو يجوز باستفهام ويطرحه . وقال ابن كيسان : يعني أم كانوا خيراً منّا ولانعلم نحن بذلك ، فكانت أبصارنا تزيغ منهم في الدُّنيا فلا نعدهم شيئاً . أخبرنا أبو بكر الحمشادي قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله ابن مسلم قال : حدثنا عصمة بن سليمان الجرار عن يزيد عن ليث عن مجاهد { وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَىٰ رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ ٱلأَشْرَارِ } . قال : صهيب وسلمان وعمّار لانراهم في النار { أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً } في الدُّنيا { أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ ٱلأَبْصَار } في النار { إِنَّ ذَلِكَ } الذي ذكرت { لَحَقٌّ } ثم بيّن فقال : { تَخَاصُمُ } أي هو تخاصم { أَهْلِ ٱلنَّارِ } ومجاز الآية : أن تخاصم أهل النار في النار لحق { قُلْ } يا محمّد لمشركي مكة { إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ } مخّوف { وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ * رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ * قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } يعني القرآن . عن ابن عبّاس ومجاهد وقتادة ، وروى معمر عنه يوم القيامة ، نظيرها { عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } [ النبأ : 1 - 2 ] . { أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ * مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } في شأن آدم وهو قولهم حين قال الله سبحانه لهم : { إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا } [ البقرة : 30 ] الآية هذا قول أكثر المفسرين . وروى ابن عبّاس عن النبي ( عليه السلام ) قال : " قال ربّي : أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى يعني الملائكة ؟ فقلت : لا . قال : اختصموا في الكفارات والدرجات ، فأما الكفارات : فإسباغ الوضوء في السبرات ، ونقل الأقدام إلى الجماعات ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة : وأما الدرجات : فإفشاء السلام ، واطعام الطعام ، والصلاة بالليل والناس نيام » " . { إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } . قال الفراء : ان شئت جعلت ( أنما ) في موضع رفع ، كأنك قلت : ما يُوحى إليَّ إلاّ الانذار ، وإن شئت جعلت المعنى ما يوحى إليَّ إلاّ لأني نذير مبين . وقرأ أبو جعفر ( إنما ) بكسر الألف ، لأن الوحي قول .