Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 29-37)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰقَومِ لَكُمُ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ظَاهِرِينَ } غالبين مستعلين على بني إسرائيل { فِي ٱلأَرْضِ } أرض مصر { فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ ٱللَّهِ } عذاب الله { إِن جَآءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَآ أُرِيكُمْ } من الرأي والنصيحة { إِلاَّ مَآ أَرَىٰ } لنفسي . وقال الضحاك : ما أعلمكم إلاّ ما أعلم نظيره { بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ } [ النساء : 105 ] . { وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ * وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ ٱلأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِم } مثل ما أصابهم من العذاب { وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ * وَيٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ ٱلتَّنَادِ } . قرأه العامة : بتخفيف الدال ، بمعنى يوم ينادي المناد بالشقاوة والسعادة ، إلاّ أن فلان بن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً ، إلاّ أن فلان بن فلان شقى شقاوة لايسعد بعدها أبداً ، وينادي الناس بعضهم بعضاً وينادي أصحاب الأعراف ، وأهل الجنّة أهل النار ، وأهل النار أهل الجنّة ، وينادي حين يذبح الموت : يا أهل الجنّة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ، وينادي كل قوم بأعمالهم . وقرأ الحسن : ( التنادي ) بتخفيف الدال واثبات الياء على الأصل . وقرأ ابن عبّاس والضحاك : بتشديد الدال ، على معنى يوم التنافر ، وذلك إذا ندّوا في الأرض كما تند الابل إذا شردت على أربابها . قال الضحاك : وذلك إذا سمعوا زفير النار ندّوا هراباً ، فلا يأتون قطراً من الاقطار إلاّ وجدوا ملائكة صفوفاً ، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه ، فذلك قوله : { يَوْمَ ٱلتَّنَادِ } وقوله تعالى : { يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ فَٱنفُذُواْ } [ الرحمن : 33 ] { وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ } [ الحاقة : 17 ] . { يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ } أيّ منصرفين عن موقف الحساب إلى النار . وقال مجاهد : يعني فارّين غير معجزين . { مَا لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ } ناصر يمنعكم من عذابه { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ } بن يعقوب ( عليه السلام ) { مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَاتِ } أي من قبل موسى بالبينات . قال وهب : إن فرعون موسى هو فرعون يوسف ، عمّر إلى زمن موسى . وقال الباقون : هو غيره . { فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُـمْ بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ } مشرك { مُّرْتَابٌ } شاك { ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً } أي كبر ذلك الجدال مقتاً كقوله : { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ } [ الصف : 3 ] و { كَبُرَتْ كَلِمَةً } [ الكهف : 5 ] { عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ } يختم الله بالكفر { عَلَىٰ كُـلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } . وقرأ أبو عمرو وابن عامر : ( قلب ) منّوناً . وقرأ الآخرون : بالإضافة . [ واختاره أبو حاتم وأبو عبيد ] ، وفي قراءة ابن مسعود : ( على قلب كل متكبر جبار ) . { وَقَالَ فَرْعَوْنُ يٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً } قصراً . والصرح البناء الظاهر الذي لايخفى على الناظر وإن بُعد ، وأصله من التصريح وهو الإظهار . { لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَاب * أَسْبَابَ ٱلسَّمَاوَاتِ } أي طرقها وأبوابها { فَأَطَّلِعَ } . قرأه العامة : برفع العين نسقاً على قوله : ( أبلغ ) . وقرأ حميد الأعرج : بنصب العين . ومثله روى حفص عن عاصم على جواب ( لعلّي ) بالفاء . وأنشد الفراء عن بعض العرب : @ على صروف الدهر أو دولاتها يدلننا اللمّة من لماتها فتستريح النفس من زفراتها @@ بنصب الحاء على جواب حرف التمني . { إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ } يعني موسى { كَاذِباً } فيما يقول : إن له ربّا غيري أرسله الينا { وَكَـذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ } خسار وضلال . نظيره : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ } [ المسد : 1 ] .