Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 38-57)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُونِ أَهْدِكُـمْ سَبِيـلَ ٱلرَّشَـادِ } طريق الصواب { يٰقَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا مَتَاعٌ } متعة وبلاغ ، تنتفعون بها مدة ثم تزول عنكم { وَإِنَّ ٱلآخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلْقَـرَارِ * مَنْ عَمِـلَ سَـيِّئَةً فَلاَ يُجْزَىٰ إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِـلَ صَالِحاً مِّن ذَكَـرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ * وَيٰقَوْمِ مَا لِيۤ أَدْعُوكُـمْ إِلَى ٱلنَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِيۤ إِلَى ٱلنَّارِ * تَدْعُونَنِي لأَكْـفُرَ بِٱللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ إِلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلْغَفَّارِ * لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِيۤ إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَلاَ فِي ٱلآخِرَةِ } ينتفع بها . وقال السديّ : يعني لايستجيب لأحد في الدُّنيا ولا في الآخرة ، فكان معنى الكلام : ليست له استجابة دعوة . وقال قتادة : ليست له دعوة مستجابة . وقيل : ليس له دعوة في الدُّنيا ولافي الآخرة إلاّ عبدوها ، لأن الأوثان لم تأمر بعبادتها في الدُّنيا ، ولم تدع الربوبية وفي الآخرة تتبرأ من عابديها { وَأَنَّ مَرَدَّنَآ } مرجعنا { إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } . قال ابن عبّاس وقتادة : يعني المشركين . وقال مجاهد : هم السفّاكون الدماء بغير حقها . وقال عكرمة : الجبارين المتكبرين . { فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُـمْ } إذا عاينتم العذاب حين لاينفعكم الذكر { وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } وذلك انهم توعدوه لمخالفة دينهم { إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } عالم بأمورهم من المحق منهم ومن المبطل { فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ } . قال قتادة : نجا مع موسى وكان قبطياً . { وَحَاقَ } نزل { بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } في الدُّنيا الغرق وفي الآخرة النار وذلك قوله : { ٱلنَّارُ } وهي رفع على البدل من السوء { يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } وأصل العرض اظهار الشيء . قال قتادة : يعرضون عليها صباحاً ومساءاً ، يقال لهم : يا آل فرعون هذه منازلكم توبيخاً ونقمة وصغاراً لهم . وقال السدي وهذيل بن شرحبيل : هو أنهم لما هلكوا جُعلت أرواحهم في أجواف طير سود ، فهي تُعرض على النار كل يوم مرتين تغدوا وتروح إلى النار حتى تقوم الساعة . أخبرني عقيل بن محمّد بن أحمد الجرجاني : أن أبا الفرج البغدادي القاضي أخبرهم عن محمّد بن جرير حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير حدثنا حماد بن محمّد الفزاري قال : سمعت الأوزاعي وسأله رجل فقال : يرحمك الله رأينا طيوراً تخرج من البحر تأخذ ناحية الغرب بيضاً فوجاً فوجاً ، لايعلم عددها إلاّ الله تعالى ، فإذا كان العشي رجع مثلها سوداً . قال : وفطنتم لذلك ؟ قال : نعم . قال : إن تلك الطيور في حواصلها أزواج آل فرعون يعرضون على النار غدواً وعشياً ، فترجع إلى وكورها وقد احترقت رياشها وصارت سوداً ، فنبت عليها أرياش من الليل بيض وتناثر السود ، ثم تغدوا فيعرضون على النار غدواً وعشياً ثم ترجع إلى وكورها ، فذلك دأبهم في الدُّنيا ، فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى : { أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } . قال : وكانوا يقولون : إنهم ستمائة ألف مقاتل . قال عكرمة ومحمّد بن كعب : هذه الآية تدل على عذاب القبر ، لأن الله تعالى ميّز عذاب الآخرة فقال : { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } ادخلوا . قرأ أهل المدينة والكوفة إلاّ أبا بكر ويعقوب : بقطع الألف وكسر الخاء من الادخال . وقرأ الباقون : بوصل الألف وضم الخاء من الدخول . { وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّـارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْـبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً } في الدُّنيا { فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ ٱلنَّارِ } والتبع يكون واحداً وجمعاً . وقال نحويوا البصرة : وواحده تابع . وقال أهل الكوفة : هو جمع لا واحد له ، لأنه كالمصدر وجمعه أتباع . { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ } . وقرأ ابن السميقع : ( إنا كلاً فيها ) بالنصب ، جعلها نعتاً وتأكيداً ل ( إنا ) . { إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ ٱلْعِبَادِ * وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلنَّارِ } إذا اشتد . الشعبي قال : كنية الدجال أبو يوسف .