Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 38-59)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً } لا يدفع ابن عم عن ابن عمه ولا صديق عن صديقه . { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّه } إختلف النحاة في محل { مَن } فقال بعضهم : محله رفع بدلاً من الاسم المضمر في ينصرون ، وإن شئت جعلته ابتداء وأضمرت خبره ، يريد { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ } فنغني عنه ونشفع له ، وإن شئت جعلته نصباً على الإستثناء والإنقطاع ، عن أول الكلام يريد اللَّهُم { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ } . { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ * إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ * طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } الفاجر وهو أبو جهل بن هشام . أنبأني عقيل بن حمد ، خبرنا المعافا بن زكريا ، أخبرنا محمد بن جرير ، حدثني أبو السائب ، حدثني أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث ، قال : كان أبو الدرداء يقريء رجلاً { إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ * طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } فجعل الرجل يقول : طعام اليتيم ، فلما أكثر عليه أبو الدرداء فرآه لا يفهم . قال : قل إِنَّ شجرت الزقوم طعام الفاجر . { كَٱلْمُهْلِ يَغْلِي } بالياء ابن كثير وحفص ، ورُوَيس جعل الفعل غيرهم بالتاء لتأنيث الشجرة . { في البُطُونِ كَغَليّ الحَمِيمِ خُذُوهُ } يعني الأَثيم . { فَٱعْتِلُوهُ } فادخلوه وادفعوه وسوقوه الى النّار . يقال : عتله يعتله عتلاً إذا ساقه بالعنف والدفع والجذب . قال الفرزدق : @ ليس الكرام بناحليك أباهم حتّى تردَّ إلى عطية تُعْتَل @@ أي ساق دفعاً وسحباً ، وفيه لغتان : كسر التاء ، وهي قراءة أبي جعفر وأبي مرو وأهل الكوفة ، وضمها وهي قراءة الباقي . { إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } وهو الماء الّذي قال الله تعالى : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ } [ الحج : 19 ] ثمّ يقال له : { ذُقْ } هذا العذاب . { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ } في قومك . { ٱلْكَرِيمُ } بزعمك ، وذلك إنّ أبا جهل . قال : ما بين حبليها رجل أعز ولا أكرم مني . فيقول له الخزنة هذا على طريق الإستخفاف والتحقيق . وقراءة العامة إنّك بكسر الألف على الابتداء ، وقرأ الكسائي بالنصب على معنى لأنّك . { إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } تشكون ولا تؤمنون به فقد لقيتموه فذوقوه . { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } قرأ أهل المدينة والشام بضم ( الميم ) من المقام على المصدر أي في إقامة ، وقرأ غيرهم بالفتح أي في مكان كريم . { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ } وهو ما رَقَّ من الديباج . { وَإِسْتَبْرَقٍ } وهو ما غلظ منه معرّب . { مُّتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ } وكما أكرمناهم بالجنان والعيون واللباس كذلك أكرمناهم بأن . { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ } وهي النساء النقيات البياض ، قال مجاهد : يحار فيهن الطرف من بياضهنّ وصفاء لونهنّ ، بادية سوقهنّ من وراء ثيابهنّ ، ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون . ودليل هذا التأويل إنّها في حرف ابن مسعود ( بعيس عين ) وهي البيض ومنه قيل للإبل البيض عيس ، وواحده بعير أعيس ، وناقة عيساء ، وقيل : الحور الشديدات بياض الأعين ، الشديدات سوادها ، واحدها أحور ، والعين جمع العيناء ، وهي العظيمة العينين . أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الله الطبري الحاجّي ، حدثنا أبو علي الحسن ابن اسماعيل بن خلف الخياط ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن الفرج ، حدثنا محمد بن عبيد بن عبد الملك ، حدثنا محمد بن يعلي أبو علي الكوفي ، حدثنا عمر بن صبيح ، عن مقاتل بن حيان ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مهور الحور العين قبضات التمر وفلق الخبز " . أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه ، حدثنا محمد بن عمر بن إسحاق ، عن حبش ، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدثنا أيوب بن علي يعني الصباحي حدثنا زياد بن سيار مولى لي عن عزة بنت أبي قرصافة ، عن أبيها قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إخراج القمامة من المسجد مهور الحور العين " . { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ } اشتهوها . { آمِنِينَ } من نفادها وعدمها في بعض الأزمنة ومن غائلتها ومضرّتها ، وقال قتادة : { آمِنِينَ } من الموت والأوصاب والشيطان . { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ } يعني سوى { ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ } وبعدها وضع { إِلاَّ } موضع بعد كقوله : { وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ } [ النساء : 22 ] . يعني بعدما قد فعل آباؤكم وسواه ، وهذا كما يقول في الكلام : ما ذقت اليوم طعاماً سوى ما أكلته أمس . { وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ * فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ } سهلناه ، كناية عن غير مذكور . { بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * فَٱرْتَقِبْ } فانتظر الفتح والنصر من ربّك . { إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ } بزعمهم قهرك .