Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 17-37)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } على الله وهو موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، وقيل : شريف وبسيط في قومه . { أَنْ أَدُّوۤاْ } أن إدفعوا . { إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ } يعني بني إسرائيل فلا يعذبهم . { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } على الوحي . { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ } تطغوا وتبغوا . { عَلَى ٱللَّهِ } فتعصوه وتخالفوا أمره . { إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } برهان مبين فتوعدوه بالقتل . فقال : { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } يقتلون ، وقال قتادة : ترجمون بالحجارة . ابن عباس : يشتمون ويقولون هو ساحر . { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَٱعْتَزِلُونِ } فخلوا سبيلي غير مرجوم باللسان ولا باليد . { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } مشركون ، فقال سبحانه : { فَأَسْرِ بِعِبَادِي } بني إسرائيل . { لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } يتبعكم فرعون وقومه . { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً } إذا قطعته أنت وأصحابك رهواً ساكناً على حالته وهيئته الّتي كان عليها حين دخلته . { إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } . واختلفت عبارات المفسرين عن معنى الرهو فروى الوالبي عن ابن عباس رهواً ، قال : سمتاً . العوفي عنه : هو أن يترك كما كان . كعب : طريقاً . ربيع : سهلاً . ضحاك : دمثاً . عكرمة : يابساً جزراً ، وقيل جذاذاً . قتادة : طريقاً يابساً ، وأصل الرهو في كلام العرب السكون . قال الشاعر : @ كإنما أهل حجر ينظرون متى يرونني خارجاً طيراً يناديد طيراً رأت بازياً نضح الدماء به وأمه خرجت رهواً إلى عيد @@ يعني عليها سكون . { كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ } مجلس { كَرِيمٍ } شريف وإنّما سماه كريماً لأنّه مجلس الملوك ، قاله مجاهد وسعيد بن جبير ، وقالا : هي المنابر ، وقال قتادة : الكريم الحسن . { وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ } ناعمين فاكهين أشرين بطرين معجبين . { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ } بني إسرائيل . نظيره قوله : { وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ } [ الأعراف : 137 ] الآية . { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ } وذلك إن المؤمن إذا مات بكت عليه السّماء والأرض أربعين صباحاً ، وقال عطاء : في هذه الآية بكاءها حمرة أطرافها ، وقال السدي : لما قتل الحسين بن علي " رضي الله عنهما " بكت عليه السّماء ، وبكاؤها حمرتها . حدثنا خالد بن خداش ، عن حماد بن زيد ، عن هشام ، عن محمد بن سيرين . قال : أخبرونا إنّ الحمرة الّتي مع الشفق لم تكن ، حتّى قتل الحسين رضي الله عنه . أخبرنا ابن بكر الخوارزمي ، حدثنا أبو العياض الدعولي ، حدثنا أبي بكر بن أبي خثيمة ، وبه عن أبي خثيمة ، حدثنا أبو سلمة ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا سليم القاضي ، قال : مطرنا دماً أيام قتل الحسين . أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه ، حدثنا أبو علي المُقري ، حدثنا أبو بكر الموصلي ، حدثنا أحمد بن إسحاق البصري ، حدثنا مكي بن إبراهيم ، حدثنا موسى بن عبيدة الرمدني ، أخبرني يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم إنّه قال : " ما من عبد إلاّ له في السّماء بابان : باب يخرج منه رزقه ، وباب يدخل منه عمله وكلامه ، فإذا مات فقداه وبكيا عليه وتلا هذه الآية : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ } " ، وذلك إنّهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملاً صالحاً تبكي عليهم ، ولم يصعد إلى السّماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي . أخبرنا عقيل بن محمد : إنّ المعافا بن زكريا أخبره ، عن محمد بن جرير ، حدثنا يحيى بن طلحة ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن صفوان بن عمر ، عن شريح بن عبيد الحضرمي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً ، ألاّ لا غربة على مؤمن ، ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه ، إلاّ بكت عليه السّماء والأرض " . ثمّ قرأ رسول الله ( عليه السلام ) : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ } ، ثمّ قال : " إنّهما لا تبكيان على الكافر " . { وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ * وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ } قتل الأبناء واستحياء النساء . { مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ * وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ } يعني مؤمني بني إسرائيل . { عَلَىٰ عِلْمٍ } منّا لهم . { عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } يعني عالمي زمانهم { وَآتَيْنَاهُم مِّنَ ٱلآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ } قال قتادة : نعمة بيّنة حين فلق لهم البحر وظلّل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسّلوى . وقال ابن زيد : ابتلاهم بالرخاء والشدة ، وقرأ : { وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } . { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ } يعني مشركي مكّة . { لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلأُوْلَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ } بمبعوثين بعد موتنا . { فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا } الّذين ماتوا . { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } إِنَّا نُبعث أحياء بعد الموت . { أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ } قال قتادة : هو تبّع الحميري ، وكان سار بالجيوش حتّى حيّر الحيرة ، وبنى سمرقند ، وكان إذا كتب ، كَتب باسم الّذي يملك براً وبحراً وضحاً وريحاً . وذكر لنا إنّ كعباً يقول : ذمّ الله قومهُ ولم يذمّهُ ، وكانت عائشة « رضي الله عنها » تقول : لا تسبوا تُبّعاً فإنه كان رجلاً صالحاً ، وقال سعيد بن جبير : هو الّذي كسا البيت . أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه ، حدثنا أبو بكر بن محمد القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل ، حدثنا أبي ، حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لهيعه ، حدثنا أبو زرعة عمرو بن جابر ، عن سهل بن سعد ، قال : سمعت النبي ( عليه السلام ) يقول : " لا تسبوا تُبّعاً ، فإنّه قد كان أسلم " . أخبرنا ابن فنجويه الدينوري ، حدثنا عبيد الله بن محمد بن شنبه ، حدثنا محمد بن علي سالم الهمذاني ، حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن ابن أبي ذيب ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أدري تُبّع نبياً كان أم غير نبي " . { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من الأمم الخالية الكافرة . { أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } .