Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 11-12)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ } الآية ، قال ابن عبّاس : نزلت في ثابت بن قيس ، وذلك أنّه كان في إذنه وقر ، فكان إذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سبقوه بالمجلس ، أوسعوا له حتّى يجلس إلى جنبه ، فيسمع ما يقول ، فأقبل ذات يوم ، وقد فاته من صلاة الفجر ركعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمّا انصرف النبيّ صلى الله عليه وسلم من الصلاة أخذ أصحابه مجالسهم ( منه ، فربض ) كلّ رجل بمجلسه ، فلا يكاد يوسع أحد لأحد ، فكان الرجل إذا جاء ، فلم يجد مجلساً ، قام قائماً ، كما هو ، فلمّا فرغ ثابت من الصلاة ، وقام منها ، أقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يتخطّى رقاب الناس ، ويقول : تفسحوا تفسحوا ، فجعلوا يتفسحون له حتّى انتهى إلى رسول الله إلى الله عليه وسلم وبينه وبينه رجل . فقال له : تفسح . فقال له الرجل : قد أصبت مجلساً ، فاجلس ، فجلس ثابت من خلفه مغضباً ، فلمّا ابينت الظلمة ، غمز ثابت الرجل ، وقال : مَنْ هذا ؟ قال : أنا فلان . فقال له ثابت : ابن فلانة . ذكر أُمّاً له كان يعيَّر بها في الجاهلية . فنكس الرجل رأسه واستحيى ، فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية . وقال الضحّاك : نزلت في وفد تميم الذين ذكرناهم في صدر السورة ، استهزءوا بفقراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عمّار ، وخباب ، وبلال ، وصهيب ، وسلمان ، وسالم مولى أبي حذيفة ، لما رأوا من رثاثة حالهم ، فأنزل الله سبحانه في الذين آمنوا منهم { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ } أي رجالٌ من رجال ، والقوم اسم يجمع الرجال والنساء ، وقد يختص بجمع الرجال ، كقول زهير : @ وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء @@ { عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ } نزلت في امرأتين من أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم سخرتا من أُمّ سلمة ، وذلك أنّها ربطت خصريها بسبيبة وهي ثوب أبيض ومثلها السب وسدلت طرفيها خلفها . كانت تجرها . فقالت عائشة لحفصة : انظري ما تجرّ خلفها كأنّه لسان كلب . فهذا كان سخريتهما . وقال أنس : نزلت في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم عيّرن أُمّ سلمة بالقِصَر . ويقال : نزلت في عائشة ، أشارت بيدها في أُمّ سلمة أنّها قصيرة ، وروى عكرمة ، عن ابن عبّاس " أنّ صفية بنت حيي بن أخطب أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إنّ النساء يعيّرني فيقلن : يا يهودية بنت يهوديين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هلاّ قلت : إنّ أبي هارون ، وابن عمّي موسى ، وإنّ زوجي محمّد " ، فأنزل الله سبحانه هذه الآية . { وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } " أي لا يعيب بعضكم بعضاً ، ولا يطعن بعضكم على بعض . وقيل : اللمز العيب في المشهد ، والهمز في المغيب ، وقال محمّد بن يزيد : اللمز باللسان ، والعين ، والإشارة ، والهمز لا يكون إلاّ باللسان ، قال الشاعر : @ إذا لقيتك عن شخط تكاشرني وإن تغيبتُ كنت الهامز اللمزه @@ { وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ } قال أبو جبير بن الضحّاك : فينا نزلت هذه الآية في بني سلمة ، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وما منّا رجل إلاّ له اسمان أو ثلاثة ، فكان إذا دعا الرجل الرجل باسم ، قلنا : يا رسول الله ، إنّه يغضب من هذا . فأنزل الله عزّ وجلّ : { وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ } . قال قتادة ، وعكرمة : هو قول الرجل للرجل : يا فاسق ، يا منافق ، يا كافر ، وقال الحسن : كان اليهودي ، والنصراني يُسلم ، فيقال له بعد إسلامه : يا يهودي ، يا نصراني ، فنُهوا عن ذلك ، وقال ابن عبّاس : التنابز بالألقاب أن يكون الرجل عمل السيّئات ، ثمّ تاب منها ، وراجع الحقّ ، فنهى الله أن يعيّر بما سلف من عمله . { بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإَيمَانِ } يقول : من فعل ما نهيت عنه من السخرية ، واللمز والنبز ، فهو فاسق ، و { بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإَيمَانِ } فلا تفعلوا ذلك ، فتستحقّوا ( اسم الفسوق ) وقيل : معناه بئس الاسم الذي تسميه ، بقولك فاسق ، بعد أن علمت أنّه آمنَ . { وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ } … الآية نزلت في رجلين من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اغتابا رفيقيهما ، وذلك " أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا أو سافر ، ضمّ الرجل المحتاج إلى رجلين موسورين يخدمهما ، ويحقب حوائجهما ، ويتقدّم لهما إلى المنزل ، فيهيّئ لهما ما يصلحهما من الطعام ، والشراب ، فضم سلمان الفارسي رضي الله عنه إلى رجلين في بعض أسفاره ، فتقدّم سلمان ، فغلبته عيناه ، فلم يهيّئ لهما شيئاً ، فلمّا قدما ، قالا له : ما صنعت شيئاً ؟ قال : لا . قالا : ولِمَ ؟ قال : غلبتني عيناي ، فقالا له : انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واطلب لنا منه طعاماً وإداماً ، فجاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله طعاماً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " انطلق إلى أُسامة بن زيد وقل له : إن كان عنده فضل من طعام ، وإدام ، فليعطك " . كان أُسامة خازن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رحله ، فأتاه ، فقال : ما عندي شيء ، فرجع سلمان إليهما ، وأخبرهما بذلك ، فقالا : كان عند أُسامة ، ولكن بخل ، فبعثا سلمان إلى طائفة من الصحابة ، فلم يجد عندهم شيئاً ، فلمّا رجع سلمان ، قالا : لو بعثناه إلى بئر سميحة لغار ماؤها ، ثمّ انطلقا يتجسّسان هل عند أُسامة ما أمر لهما به رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمّا جاءا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما : " ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما " قالا : يا رسول الله ، والله ما تناولنا يومنا هذا لحماً ، فقال : " ظللتم تأكلون لحم سلمان ، وأسامة " . فأنزل الله سبحانه : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ } . { إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ } قرأه العامّة ( بالجيم ) وقرأ ابن عبّاس ، وأبو رجاء العطاردي ( ولا تحسّسوا ) ( بالحاء ) ، قال الأخفش : ليس يبعد أحدهما عن الآخر . إلاّ أنّ التجسّس لما يُكتم ، ويُوارى ، ومنه الجاسوس ، والتحسس ( بالحاء ) تحبر الأخبار ، والبحث عنها ، ومعنى الآية خذوا ما ظهر ، ودعوا ما ستر الله ، ولا تتّبعوا عورات المسلمين . أخبرني ابن منجويه ، قال : حدّثنا ابن شنبه ، قال : حدّثنا الفريابي قال : حدّثنا قتيبة بن سعد ، عن مالك ، عن أبي الزياد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إيّاكم والظنّ ، فإنّ الظنّ أكذب الحديث ، ولا تجسّسوا ، ولا تحسّسوا ، ولا تنافسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخواناً " . وأخبرني ابن منجويه ، قال : حدّثنا ابن حبش ، قال : أخبرنا علي بن زنجويه . قال : حدّثنا سلمة ، قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن زرارة بن مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف ، عن المسوّر بن مخرمة ، عن عبد الرّحمن بن عوف ، أنّه حرس ليلة عمر بن الخطّاب بالمدينة ، فبينا هم يمشون شب لهم سراج في بيت ، فانطلقوا يؤمّونه ، فلمّا دنوا منه ، إذا باب يجاف على قوم لهم أصوات مرتفعة ، ولغط ، فقال عمر ، وأخذ بيد عبد الرّحمن : أتدري بيت من هذا ؟ قال : قلت : لا . قال : هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف ، وهم الآن بيثرب ، فما ترى ؟ قال عبد الرّحمن : أرى أنّا قد أتينا ما قد نهى الله سبحانه ، فقال : { وَلاَ تَجَسَّسُواْ } فقد تجسسنا ، فانصرف عمر عنهم ، وتركهم . وبه عن معمر ، قال : أخبرني أيّوب ، عن أبي قلابة أنّ عمر بن الخطّاب ، حُدِّث أنّ أبا محجن الثقفي شرب الخمر في بيته هو وأصحابه ، فانطلق عمر حتّى دخل عليه ، فإذا ليس عنده إلاّ رجل ، فقال أبو محجن : يا أمير المؤمنين إنّ هذا لا يحلّ لك ، فقد نهاك الله عزّ وجلّ عن التجسّس ، فقال عمر : ما يقول هذا ؟ فقال زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الأرقم : صدق يا أمير المؤمنين ، هذا التجسّس ، قال : فخرج عمر رضي الله عنه ، وتركه . وروى زيد بن أسلم أنّ عمر بن الخطّاب خرج ذات ليلة ، ومعه عبد الرّحمن بن عوف رضي الله عنهما يعسّان إذ شبَّ لهما نار ، فأتيا الباب ، فاستأذنا ، ففتح الباب ، فدخلا ، فإذا رجل ، وامرأة تغنّي ، وعلى يد الرجل قدح ، وقال عمر للرجل : وأنت بهذا يا فلان ؟ فقال : وأنت بهذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال عمر : فمن هذه منك ؟ قال : امرأتي . قال : وما في القدح ؟ قال : ماء زلال . فقال للمرأة : وما الّذي تغنّين ؟ فقالت : أقول : @ تطاول هذا الليل واسودَّ جانبه وأرّقني ألاّ حبيب ألاعبه فوالله لولا خشية الله والتقى لزُعزع من هذا السرير جوانبه ولكن عقلي والحياء يكفني وأكرم بعلي أن تنال مراكبه @@ ثمّ قال الرجل : ما بهذا أُمرنا يا أمير المؤمنين ، قال الله : { وَلاَ تَجَسَّسُواْ } فقال عمر : صدقت ، وانصرف . وأخبرنا الحسين ، قال : حدّثنا موسى بن محمّد بن علي . قال : حدّثنا الحسين بن علوية . قال : حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، قال : حدّثنا المسيب ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، قال : قيل لابن مسعود : هل لك في الوليد بن عقبة تقطر لحيته خمراً ؟ فقال : إنّا قد نهينا عن التجسّس ، فإن يظهر لنا شيئاً نأخذه به . { وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً } أخبرنا الحسين ، قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقري . قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن زيد أبو بكر السطوي ، قال : حدّثنا علي بن اشكاب ، قال : حدّثنا عمر بن يونس اليمامي ، قال : حدّثنا جهضم بن عبد الله ، عن العلاء بن عبد الرّحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة فقال : " أن يُذكر أخاك بما يكره ، فإمّا إن كان فيه فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهتّه " . وقال معاذ بن جبل : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر القوم رجلاً ، فقالوا : ما يأكل إلاّ ما أطعم ، ولا يرحل إلاّ ما رحّل ، فما أضعفه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " اغتبتم أخاكم " قالوا : يا رسول الله وغيبة أن نحدّث بما فيه ؟ فقال : " بحسبكم أن تحدّثوا عن أخيكم بما فيه " . وروى موسى بن وردان عن أبي هريرة " أنّ رجلاً قام من عند رسول الله ، فرأوا في قيامه عجزاً ، فقالوا : يا رسول الله ما أعجز فلاناً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أكلتم أخاكم واغتبتموه " . { أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً } ، قال قتادة : يقول : كما أنت كاره أن وجدت جيفة مدودة أن تأكل منها ، فكذلك فاكره لحم أخيك وهو حيّ ، { فَكَرِهْتُمُوهُ } قال الكسائي ، والفراء : معناه ، فقد كرهتموه . وقرأ أبو سعيد الخدري ( فكرهتموه ) بالتشديد على غير تسمية الفاعل . أخبرني الحسن ، قال : حدّثنا عمر بن نوح البجلي ، قال : حدّثنا أبو صالح عبد الوهاب بن أبي عصمة . قال : حدّثنا إسماعيل بن يزيد الأصفهاني . قال : حدّثنا يحيى بن سليم ، عن كهمس ، عن ميمون بن سباه ، وكان يفضل على الحسن ، ويقال : قد لقي من لم يلق ، قال : بينما أنا نائم إذا أنا بجيفة زنجي وقائل يقول لي : كُلْ ، قلت : يا عبد الله ، ولِمَ آكل ؟ قال : بما اغتبت عبد فلان ، قلت : والله ما ذكرت منه خيراً ، ولا شرّاً ، قال : لكنّك استمعت ، ورضيت ، فكان ميمون بعد ذلك لا يغتاب أحداً ، ولا يدع أن يغتاب عنده أحد ، وحُكي عن بعض الصالحين أنّه قال : كنت قاعداً في المقبرة الفلانية ، فاجتازني شاب جلد ، فقلت : هذا ، وأمثاله ، وبالٌ على الناس ، فلمّا كانت تلك الليلة رأيت في المنام أنّه قُدِّم إليَّ جنازة عليها ميّت ، وقيل ليّ كُلْ من لحم هذا ، وكشف عن وجهه ، فإذا ذلك الشاب ، فقلت : أنا لم آكل من لحم الحيوان الحلال منذ سنين ، فكيف آكل هذا ؟ فقيل : فلِمَ اغتبته إذاً ؟ فانتبهت حزيناً ، فكنت آوي إلى تلك المقبرة سنة واحدة ، فرأيت الرجل ، فقمت إليه لأستحلّ منه ، فنظر إليَّ من بعيد ، فقال : تبت . قلت : نعم ، قال : ارجع إلى مكانك . وقد أخبرنا ابن منجويه ، قال : حدّثنا عمر بن الخطّاب . قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل . قال : أخبرنا علي بن محمّد . قال : حدّثنا يحيى بن آدم . قال : حدّثنا ابن المبارك ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن ابن عمر ، لأبي هريرة ، قال : " جاء ماعر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنّه زنى ، فأعرض عنه ، حتّى أقرّ أربع مرّات ، فأمر برجمه ، فمرّ النبيّ صلى الله عليه وسلم على رجلين يذكران ماعراً ، فقال أحدهما : هذا الذي ستر عليه ، فلم تدعه نفسه حتّى رُجم برجم الكلب . قال : فسكت عنهما حتّى مرّا معه على جيفة حمار شائل رجله ، فقال صلى الله عليه وسلم لهما : " انزلا فأصيبا منه " . فقالا : يا رسول الله غفر الله لك ، وتؤكل هذه الجيفة ؟ قال : " ما أصبتما من لحم أخيكما آنفاً أعظم عليكما ، أما إنّه الآن في أنهار الجنّة منغمس فيها " " . وأخبرني ابن منجويه ، قال : حدّثنا ابن شيبة قال : حدّثنا الفريابي ، قال : حدّثنا محمّد بن المصفى ، قال : حدّثنا أبو المغيرة ، حدّثنا عبد القدوس بن الحجّاج ، قال : حدّثني صفوان بن عمرو ، قال : حدّثنا راشد بن سعد ، وعبد الرّحمن بن جبير ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لمّا عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم ، وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم النّاس ، ويقعون في أعراضهم " . { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } أخبرني الحسين ، قال : حدّثنا موسى بن محمّد بن علي ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، قال : حدّثنا يحيى بن أيّوب ، قال : حدّثنا أسباط ، عن أبي رجاء الخراساني ، عن عبّاد بن كثير ، عن الحريري ، عن أبي نصرة ، عن جابر بن عبد الله ، وأبي سعيد الخُدري ، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الغيبة أشدّ من الزنا " . قيل : وكيف ؟ قال : " إنّ الرجل يزني ، ثمّ يتوب ، فيتوب الله عليه ، وإنّ صاحب الغيبة لا يُغفر له حتّى يغفر له صاحبه " . وأخبرني الحسين ، قال : حدّثنا الفضل . قال : حدّثنا أبو عيسى حمزة بن الحسين بن عمر البزاز البغدادي ، قال : حدّثنا محمّد بن علي الورّاق . قال : حدّثنا هارون بن معروق ، قال : حدّثنا ضمرة ، عن ابن شوذي ، قال : قال رجل لابن سيرين : إنّي قد اغتبتك ، فاجعلني في حلّ ، قال : إنّي أكره أن أحلّ ما حرّم الله . وأخبرنا ابن منجويه ، قال : حدّثنا أبو الطيب بن حفصويه ، قال : حدّثنا عبد الله بن جامع . قال : قرأت على أحمد بن سعيد ، حدّثنا سعيد ، قال : حدّثنا يزيد بن هارون ، عن هشام بن حسّان عن خالد الربعي ، قال : قال عيسى ابن مريم لأصحابه : أرأيتم لو أنّ أحدكم رأى أخاه المسلم قد كشف الريح عن ثيابه ؟ قالوا : سبحان الله إذاً كنّا نردّه . قال : لا ، بل كنتم تكشفون ما بقي ، مثلاً ضربه لهم يسمعون للرجل سيئة أو حسنة ، فيذكرون أكثر من ذلك .