Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 1-8)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ } دنت القيامة { وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } قال ابن كيسان : في الآية تقديم وتأخير ، مجازها : انشقّ القمر واقتربت الساعة ، يدل عليه قراءة حذيفة ( اقتربت الساعة وقد انشق القمر ) ، وروى عثمان بن عطاء عن أبيه أن معناه : ( وسينشقّ القمر ) ، والعلماء على خلافه والأخبار الصحاح ناطقة بأن هذه الآية قد مضت . أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مكي ، قال : حدّثنا أبو الازهر قال : حدّثنا روح عن شعبة قال : سمعت سليمان قال : سمعت إبراهيم يحدث عن أبي معمر عن عبد الله " أن القمر انشقّ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين ، فكانت إحداهما فوق الجبل والأُخرى أسفل من الجبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم اشهد " ، وقال أيضاً : " اشهدوا " " . وأخبرنا عبد الله بن حامد ، قال : أخبرنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك القاضي قال : حدّثنا أحمد بن الحسين بن سعيد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا حصين عن الأعمش وعبدة الضبي عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيت فِلقَتَيه . وأخبرنا عبد الله ، قال : أخبرنا مكي ، قال : حدّثنا أبو الأزهر قال : حدّثنا روح عن شعبة عن سليمان عن مجاهد عن ابن عمر نحو حديث ابن مسعود . وأخبرنا عبد الله قال : أخبرنا محمد بن جعفر بن زيد الصيرفي قال : حدّثنا علي بن حرب ، قال : حدّثنا ابن فضيل ، قال : حدّثنا حصين عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ، قال : انشقّ القمر ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة . وأخبرنا عبد الله قال : أخبر عمر بن الحسن الشيباني قال : حدّثنا أحمد بن الحسن قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا حصين عن سعد عن عكرمة عن ابن عباس والحكم عن مجاهد عن ابن عباس ومقسم عن ابن عباس قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باثنين : شطره على السويداء ، وشطره على الجندمة . وأخبرني عقيل بن محمد أن أبا الفرج القاضي حدّثهم عن محمد بن جرير قال : حدّثني محمد بن عبد الله بن بزيع ، قال : حدّثنا بشر بن المفضل . قال : حدّثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية ، فأراهم القمر شقتين ، حتى رأوا الجبل بينهما . وبه عن محمد بن جرير قال : حدّثنا علي بن سهل قال : حدّثنا حجاج بن محمد عن شعبة عن قتادة عن أنس قال : انشقّ القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّتين . وبه عن محمد بن جرير قال : حدّثني يعقوب قال : حدّثنا ابن عليّة ، قال : حدّثنا عطاء بن السايب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : نزلنا المدائن فكنّا منها على فرسخ ، فجاءت الجمعة فحضر أبي فحضرنا معه فخطبنا حذيفة ، فقال : ألا إنّ الله سبحانه يقول : { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } ، ألا فإنّ الساعة قد اقتربت ، ألا وإنّ القمر قد انشقّ ، ألا وإنّ الدنيا قد أذنت بفراق ، . ألا وإنّ اليوم المضمار وغداً السباق ، فقلت لأبي أيستبق الناس غداً ؟ فقال : يا بني إنك لجاهل ، إنّما هو السباق بالأعمال ، ثم جاءت الجمعة الأُخرى فحضرنا فخطب حذيفة فقال : ألا إنّ الله يقول : { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } ألا وإنّ الساعة قد اقتربت ، ألا وإنّ القمر قد انشقّ ، ألا وإنّ الدنيا قد أذنت بفراق ، ألا وإنّ المضمار اليوم وغداً السباق ، ألا وإنّ الغاية النار والسابق من سبق إلى الجنة . وبه عن ابن جرير قال : حدّثنا الحسن بن أبي يحيى المقدسي قال : حدّثنا يحيى بن حماد ، قال : حدّثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي الضحى عن مسروق عن عبدالله قال : انشقّ القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت قريش : هذا سحر ابن أبي كبشة سحركم ، فسألوا السفار فسألوهم ، فقالوا : نعم قد رأينا . فأنزل الله سبحانه { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } . { وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } ذاهب سوف يذهب ويبطل من قولهم : مرّ الشيء واستمر إذا ذهب ، ونظيره : قرّ واستقر ، هذا قول مجاهد وقتادة والفرّاء والكسائي . وقال أبو العالية والضحاك : محكم شديد قوي . سيان عن قتادة : غالب ، وهو من قولهم : مرّ الحبل إذا صلب واشتد وقوي ، وامررته أنا إذا أحكمتُ فتله . ربيع : نافذ . يمان : ماض . أبو عبيدة : باطل ، وقيل : يشبه بعضه بعضاً . { وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } يقول : وكل أمر من خير أو شر مستقر قراره ، ومتناه نهايته ، فالخير مستقر بأهله في الجنة ، والشر مستقر بأهله في النار . قال قتادة : وكل أمر مستقر : أي بأهل الخير الخير ، وبأهل الشر الشر ، وقال مقاتل : لكل امرئ منتهى ، وقيل : لكل أمر حقيقته ، وقال الحسن بن الفضل : يعني يستقر قرار تكذيبهم وقرار تصديق المؤمنين حتى يعرفوا حقيقته في الثواب والعقاب ، وقيل : مجازه : كلّ ما قدّر كائن واقع لا محالة ، وقيل : لكل أمر من أُموري التي أمضيتها في خلقي مستقر قراره لا يزول ، وحكى أبو حاتم عن شيبة ونافع مستقرّ بفتح القاف ، وذكر الفضل بن شاذان عن أبي جعفر بكسر الراء ، ولا وجه لهما . قال مقاتل : انشقّ القمر ثم التأم بعد ذلك . { وَلَقَدْ جَآءَهُم } يعني أهل مكة { مِّنَ ٱلأَنبَآءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } متناهى . قاله مجاهد . سفيان : منتهى ، وهو مفتعل من الزجر ، وأصله مزتجر . فقلبت التاء دالا . { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ } تامة ليس فيها نقصان وهي القرآن { فَمَا تُغْنِ ٱلنُّذُرُ } إذا كذّبوهم وخالفوهم . { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } نسختها آية القتال { يَوْمَ } الى يوم { يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ } منكر فظيع عظيم وهو النار ، وقيل : القيامة ، وخفّف الحسن وابن كثير كافه . غيرهما مثقّل ، وقرأ مجاهد ( نُكِر ) على الفعل المجهول أي أُنكر . { خُشَّعاً } ذليلة { أَبْصَارُهُمْ } وهو نصب على الحال مجازه { خُشَّعاً } ، وقرأ ابن عباس ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف ( خاشعاً ) بالألف على الواحد ، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم اعتباراً بقراءة عبد الله وأبي رجاء خاشعة أبصارهم ، وقرأ الباقون ( خشّعاً ) بلا ألف على الجمع . قال الفرّاء وأبو عبيدة : إذا تأخرت الأسماء عن فعلها فلك فيه التوحيد والجمع والتأنيث والتذكير تقول من ذلك : مررت برجال حسن وجوههم ، وحسنة وجوههم وحسان وجوههم . قال الشاعر : @ وشباب حسن أوجههم من إياد بن نزار بن معد @@ فمن وحّد فلأنّه في معنى الجمع ، ومن جمع فلأنّه صفات ، والصفات اسماء ، ومن أنّث فلتأنيث الجماعة ، وقال الآخر : @ يرمي الفجاج بها الركبان معترضاً أعناق بزلها مزجىً لها الجدل @@ قال الفرّاء : لو قال : معترضة أو معترضات أو مزجاة أو مزجيات كان كل ذلك جائزاً . { يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } القبور { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } حيارى ، وذكر المنتشر على لفظ الجراد ، نظيره { كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } [ القارعة : 4 ] . { مُّهْطِعِينَ } مسرعين منقلبين عامدين { إِلَى ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } .