Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 50-78)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } كأنما أعاد ذكر النخل والرمان وهما من حملة الفاكهة للتخصيص والتفضيل ، كقوله : { مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ } [ البقرة : 98 ] وقوله : { حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ وٱلصَّلاَةِ ٱلْوُسْطَىٰ } [ البقرة : 238 ] وقوله : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } [ الحج : 18 ] ثم قال : { وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ } [ الحج : 18 ] وقوله سبحانه : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ } [ الأحزاب : 7 ] . أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شيبة ، قال : حدّثنا الفريابي قال : حدّثنا سحاب بن الحرث قال : أخبرنا علي بن مسير عن مسيعر عن عمرو بن مرّة عن أبي عبيدة قال : إن نخل الجنّة نضدها ما بين أصله إلى فرعه ، وثمره كأمثال القلال ، كلّما نُزعتْ عادت مكانها أُخرى ، العنقود منها اثنا عشر ذراعاً ، وأنهارها تجري في غير أُخدود . قال : قلت : من حدّثك ؟ قال : أما إنّي لم اخترعه ، حدّثني مسروق . وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حمدان قال : حدّثنا ابن ماهان قال : حدّثنا موسى بن إسماعيل قال : حدّثنا حماد بن سلمة عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كجلد البعير المقتب ، وإذا طيرها كالبخت ، وإذا فيها جارية ، قلت : يا جارية ، لمن أنت ؟ قالت : لزيد بن حارثة ، وإذا في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " . { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } قال الكسائي : ذكر الله سبحانه وتعالى الجنتين والجنتين ثم جمعهن فقال : { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } قرأ العامة بالتخفيف ، وقرأ أبو رجاء العطاردي ( خيّرات ) بتشديد الياء . وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن خنيس قال : حدّثنا ابن مجاهد قال : حدّثنا الصاغاني قال : حدّثنا عبدالله بن أبي بكر عن أبيه أنه قرأ ( فيهن خيّرات ) بالتشديد ، وهما لغتان مثل ( هين وهيّن ، ولين وليّن ) . وأخبرني عقيل أن أبا الفرج أخبرهم عن محمد بن جرير قال : حدّثنا أحمد بن عبدالرَّحْمن ابن وهب قال : حدّثنا محمد بن الفرج الصدفي عن عمرو بن هاشم عن ابن أبي كريمة عن هشام ابن حسان عن الحسن عن أُمه " عن أُم سلمة قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني عن قوله سبحانه : { خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } قال صلى الله عليه وسلم " خيرات الأخلاق حسان الوجوه " " . وقال الحسن : خيرات فاضلات . إسماعيل بن أبي خالد : عذارى . جرير بن عبد الله : مختارات . وقال المفسّرون : خيرات لسنَ بذربات ولا ذفرات ولا نجرات ولا متطلّعات ولا متشوّقات ولا متسلطات ولا طمّاحات ولا طوّافات في الطرق ، ولا يغرن ولا يؤذين . وأخبرنا الحسين قال : حدّثنا محمد بن علي بن الحسن الصوفي قال : حدّثنا حامد بن شعيب البخلي قال : حدّثنا سريح بن يونس قال : حدّثنا مسلم بن قتيبة عن سلام بن مسكر عن قتادة عن عقبة بن عبدالغّفار قال : نساء أهل الجنة يأخذ بعضهن بأيدي بعض ويتغنين بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها : نحن الراضيات فلا نسخط ، ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً ، ونحن خيرات حسان حُبينا لأزواج كرام . وروى الأسود عن عائشة رضي الله عنها : أن الحور العين إذا قلن هذه المقالة أجابتهنّ المؤمنات من نساء الدنيا : نحن المصلّيات وما صلّيتن ، ونحن الصائمات وما صمتنّ ، ونحن المتوضّئات وما توضأتنّ ، ونحن المتصدّقات وما تصدقتنّ . قالت عائشة : فغلبتهنّ والله . { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } محبوسات مستورات في الحجال . يُقال للمرأة : قصيرة وقصورة ومقصورة إذا كانت مخدّرة مستورة لا تخرج . قال الشاعر : @ وأنت التي حببتِ كل قصيرة إليّ وماتدري بذاك القصائر عنيت قصيرات الحجال ولم أرد قصار الخطى شر النساء البحاتر @@ [ الراجز ] وقيل : قُصر بهنَّ على أزواجهن فلا يبغين بهم بدلا . أخبرني ابن فنجويه ، حدّثنا ابن شاذان ، حدّثنا القطان ، حدّثنا ابن حسان حدّثني نصر العطار ، أخبرنا عمر بن سعد عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أن حوراء بزقت في بحر [ لجي ] لعذب ذلك البحر من عذوبة ريقها " . { فِي ٱلْخِيَامِ } جمع الخيم ، قال ابن مسعود : لكل زوجة خيمة طولها ستون ميلا ، وتصديق هذا التفسير ، ما أخبرنا ابن فنجويه ، حدّثنا ابن شنبة ، حدّثنا الفراتي ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا يزيد بن هارون ، حدّثنا همام بن يحيى عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري ، عبد أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون " . وأخبرني عقيل أن أبا الفرج أخبرهم عن يحيى بن طلحة اليربوعي ، حدّثنا فضل بن ( عياض ) ، عن هشام عن محمد عن ابن عباس في قوله : { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } قال : الخيمة لؤلؤة واحدة أربعة فراسخ في أربعة فراسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب . أخبرني الحسين ، حدّثنا عبد الله بن [ … ] حدّثنا [ … ] أبو شعيب عبدالله بن الحسن الحراني ، محمد بن موسى القرشي ، حدّثنا حماد بن هلال السكرّي ، حدّثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مررت ليلة أسري بي بنهر حافتاه قباب المرجان فنوديت منه : السلام عليك يا رسول الله . فقلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء جوار من الحور العين استأذنَّ ربهنَّ في أن يسلّمن عليك فأذن لهن ، فقلن : نحن الخالدات فلا نموت ، ونحن الناعمات فلا نيئس [ أبداً ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً ] أزواجُ رجال كرام ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } . قال : " محبوسات " . { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ } يمسسهن { إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } قرأه العامة بكسر الميم وهي إختيار أبي عبيد وأبي حاتم . وقرأ أبو يحيى الشامي وطلحة بن مصرف : بالضم فيهما ، وكان الكسائي يكسر إحداهما ويضم الأخرى مخيّراً في ذلك ، والعلة فيه ما أخبرني أبو محمد شيبة بن محمد المقري ، أخبرني أبو عمرو محمد بن محمد بن عبدوس حدّثني ابن شنبوذ أخبرني عياش بن محمد الجوهري ، حدّثنا أبو عمر الدوري عن الكسائي قال : إذا رفع الأول كسر الآخر ، وإذا رفع الآخر كسر الأول . قال : وهي قراءة أبي إسحاق السبيعي . قال : قال أبو إسحاق : كنت أصلي خلف أصحاب علي بن أبي طالب فأسمعهم يقرؤون ( يطمثهن ) بكسر الميم ، وكان الكسائي يقرأ واحدة برفع الميم والأخرى بكسر الميم ؛ لئلا يخرج من هذين الأثرين ، وهما لغتان . { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ } قال سعيد بن جبير : هي رياض الجنة خضر مخضّبةٌ . وروي ذلك عن ابن عباس . واحدتها رفرفة والرفارف جمع الجمع . وروى العوفي عن ابن عباس قال : الرفرف : فضول المجالس البسط . عيره عنه : فضول الفرش والمجالس . قتادة والضحّاك : محابس خضر فوق الفرش . الحسن والقرظي : البسط . ابن عيينة : الزرابي . ابن كيسان : المرافق وهي رواية . قتادة عن الحسن وأبو عبيدة : حاشية الثوب وغبره : واكل ثوب عريض عند العرب فهو رفرف . قال ابن مقبل : @ وإنا لنزّالون نغشى نعالنا سواقط من أصناف رَيط ورفرف @@ { وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } وهي الزرابي والطنافس الثخان وهي جمع ، واحدتها عبقرية . وقد ذكر عن العرب أنها تسمى كل شيء من البسط عبقرياً . قال قتادة : العبقري عتاق الزرابي ، وقال مجاهد : هو الديباج . أبو العالية : الطنافس المخملّة إلى الرقة [ مَا هِي ] . الحسن : الدرانيك يعني [ الثخان ] ، القتيبيّ : كل ثوب موشى عند العرب عبقري . قال أبو عبيد : هو منسوب إلى أرض يعمل بها الوشي . قال ذو الرمّة : @ حتى كأن رياض القف ألبسها من وشي عبقر تجليل وتنجيد @@ قال : ويقال : إن عبقر أرض يسكنها الجن . قال الشاعر [ زهير ] : @ بخيل عليها جنة عبقرية جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا @@ وقال قطرب : ليس هذا بمنسوب . وكل جليل فاضل فاخر من الرجال [ وغيرهم ] عند العرب عبقري ، ومنه الحديث في عمر : فلم أرّ عبقرياً يفري فرّيه . حدّثنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل بقراءتي عليه ، أخبرنا أبو العباس الأصم ، حدّثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني ، حدّثنا الحسين بن محمد ، ح . وأخبرني الحسين ، حدّثنا الفضل بن الفضل الكندي ، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن ناصح ، حدّثنا أحمد بن زهير بن حرب ، حدّثنا أبو أحمد الحسين بن محمد الزوزني الأرطباني وهو ابن عم عبدالله بن عون عن عاصم الجحدري عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ( متكئين على رفرف خضر وعباقري حسان فبأي آلاء ربكما تكذبان تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام ) بالواو ، شامي وكذلك هو في مصاحفهم . الباقون : ( ذي الجلال والإكرام ) .