Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 30-37)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } دائم لا تسخنه الشمس . قال الربيع : يعني ظل العرش . عمرو بن ميمون : مسيرة سبعين ألف سنة . قال أبو عبيدة : تقول العرب للدهر الطويل والعمر الطويل ، وللشيء الذي لا ينقطع : ممدود . قال لبيد : @ غلب العزاء وكنت غير مقلب دهر طويل دائم ممدود @@ حدّثنا أبو محمد مهدي بن عبد الله بن القاسم بن الحسن العلوي إملاءً في شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ، حدّثنا أبو بكر جعفر بن محمد الحجاج حدّثني محمد بن يونس الكديمي ، حدّثنا أبو عامر العقدي ، حدّثنا زمعة بن صالح عن سلمة عن عكرمة عن ابن عباس في قوله { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } قال : شجرة في الجنة على ساق يخرج إليها أهل الجنة ، أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في أصلها ويتذكر بعضهم ويشتهي بعضهم لهو الدنيا فيرسل الله عزّوجل عليها ريحاً من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا . وأخبرني ابن فنجويه ، حدّثنا محمد بن حبيش بن عمر المقريء ، حدّثنا ذكار بن الحسن ، حدّثنا هناد بن السري ، حدّثنا عبدة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها ، إقرؤوا إن شئتم قول الله عزّوجل : { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } " . { وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ } مصبوب يجري دائماً في غير إخدود لا ينقطع . أخبرني الحسين ، حدّثنا عبد الله بن يوسف ، حدّثنا محمد بن موسى الحلواني ، حدّثنا خزيمة بن أحمد الباوردي ، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدّثنا الحسين بن علي الجعفي ، حدّثنا مزاحم بن داود بن عُلبة قال : مات أخ لي وكان باراً بأمّه فرأيته فيما يرى النائم فقلت له : أي أخي إن أخاك يحب أن يعلم إلى أي شيء صرت ؟ فقال لي : أنا في سدر مخضود وطلح منضود ، وظل ممدود وماء مسكوب . { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاَّ مَقْطُوعَةٍ } بالأزمان { وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } بالأثمان . وقال القتيبي : لا محظور عليها كما يحظر على بساتين الدنيا . وقيل : لا تنقطع الثمرة إذا جُنيت ، بل تخرج مكانها مثلها . أخبرني ابن فنجويه ، حدّثنا ابن شيبة ، حدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا محمد بن حسان الأزرق ، حدّثنا ريحان بن سعيد ، حدّثنا عباد بن كثير عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما قطعت من ثمار الجنة إلاّ أبدل الله مكانها ضعفين " . { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } أخبرنا أبو علي بن أبي عمرو الجيري الجرشي ، حدّثنا أُبي ، حدّثنا الحسن بن هارون ، حدّثنا عمار بن عبد الجبار ، حدّثنا رشيد ، ح . وأخبرني ابن فنجويه ، حدّثنا ابن حبش ، حدّثنا أبو عبد الرحمن الشائي ، حدّثنا أبو كريب ، حدّثنا رشد بن سعد عن عمرو بن الحرث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } قال : " إن ارتفاعها لكما بين السماء والأرض ، وإن ما بين السماء والأرض لمسيرة خمسمائة عام " " . وقال أبو امامة الباهلي : لو طرح فراش من أعلاها إلى أسفلها لم يستقر إلاّ بعد سبعين خريفاً . وقال علي بن أبي طالب : مرفوعة على الأسرة . وقيل : إنه أراد بالفرش النساء ، والعرب تسمي المرأة فراشاً ولباساً وإزارا على الاستعارة ، لأن الفرش محل للنساء { مَّرْفُوعَةٍ } رفعن بالجمال والفضل على نساء أهل الدنيا . ودليل هذا التأويل قوله في عقبه { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } عذارى { عُرُباً } عرائس متحببات إلى أزواجهن . قاله الحسن وقتادة وسعيد بن جبير وهي رواية الوالبي عن ابن عباس وعكرمة عنه مَلقة . وقال عكرمة : غنجة . ابن بريدة : الشركلة بلغة مكة . والمغنوجة بلغة المدينة . وأخبرني أبو عبدالله الحسين بن محمد الحافظ ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا عبيد الله بن ثابت بن أحمد ، حدّثنا أبو سعيد الأشج ، حدّثنا ابن يمان عن اسامة بن زيد عن أبيه { عُرُباً } قال : حسنات الكلام . وأخبرني أبو عبدالله الحافظ أحمد بن محمد بن إسحاق السنيّ ، حدّثنا حامد بن شعيب البلخي ، حدّثنا سريج بن يونس ، هشام ، حدّثنا مغيرة عن عثمان عن تيم بن حزام قال : هي الحَسَنَة التبعل وكانت العرب تقول للمرأة إذا كانت حسنة التبعل إنها لعربة واحدتها عروب . { أَتْرَاباً } مستويات في السنّ . عن ابن فنجويه ، حدّثنا ابن شنبة ، الفراتي ، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يدخل أهل الجنةِ الجنةَ مرداً بيضاً جعاداً مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم ، طوله ستون ذراعاً في سبعة أذرع " . قال المفسرون : هذه صفات نساء الدنيا ومعنى قوله { أَنشَأْنَاهُنَّ } خلقناهن بعد الخلق الأول ، وبهذا جاءت الأخبار . أخبرني الحسين ، محمد بن الحسن الثقفي ، حدّثنا محمد بن الحسن بن علي اليقطيني ، حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يزيد العقيلي ، حدّثنا صفوان بن صالح ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا عبدالعزيز بن الحصين عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة وعندها عجوز من بني عامر فقال : " من هذه العجوز عندك يا عائشة ؟ " قالت : إحدى خالاتي يا رسول الله فقال : " إن الجنة لا تدخلها عجوز " فبلغ ذلك من العجوز كل مبلغ ، فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت له عائشة ما لقيت العجوز فقال : " إنها إذا دخلت الجنة أُنشئت خلقاً آخر " " . وأخبرني الحسين ، حدّثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي الرازي ، حدّثنا أبو علي الحسين بن إسماعيل الفارسي نزيل بخارى ، حدّثنا عيسى بن عمرو بن [ ميمون ] البخاري حدّثنا المسيب بن إسحاق ، حدّثنا عيسى بن موسى غنجار ، حدّثنا إسماعيل بن أبي زياد عن يونس بن عبيد عن الحسن " عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم إنها قالت : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً } . فقال : " يا أم سلمة ، هن اللواتي قُبضن في دار الدنيا عجائز شمطاً عمشاً رمصاً جعلهن الله عزّوجل بعد الكبر أتراباً على ميلاد واحد في الاستواء " " . وأخبرني الحسين بن محمد ، حدّثنا موسى بن محمد ، حدّثنا الحسن بن علوية ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، حدّثنا المسيب بن شريك { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } . قال : " هنَّ عجائز الدنيا أنشأهن الله عزّوجل خلقاً جديداً ، كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكاراً ، فلما سمعت عائشة قالت : وا وجعا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس هناك وجع " " . وأخبرني الحسين ، حدّثنا محمد بن علي بن الحسن الصوفي أبو مسلم الكجّي ، حدّثنا حجاج ، حدّثنا مبارك ، حدّثنا الحسن بن أبي الحسن " إن إمرأة عجوزاً [ كبيرة ] أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة . قال : " يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها العجائز " فولت وهي تبكي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إخبروها ليست يومئذ بعجوز فإن الله عزّوجل قال { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً } " " . وبإسناد المسيب ، حدّثنا عبد الرحمن الأفريقي عن سعد بن مسعود قال : إذا دخلت الجنة نساء الدنيا فضّلن على الحور العين بصلاتهن في الدنيا . وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الطيب ، حدّثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور ، حدّثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن الحرث الواسطي ببغداد ، حدّثنا خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي ، حدّثنا سفيان الثوري عن يزيد بن ابان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً } قال : " عجائز كُنَّ في الدنيا عمشاً رمصاً فجعلهن إبكاراً " . وقيل هي الحور العين . أخبرنا ابن فنجويه ، حدّثنا عمر بن الخطاب ، حدّثنا محمد بن عبدالعزيز بن عبدالملك العثماني ، حدّثنا العباس ، حدّثنا الوليد عبدالله بن هارون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خلق الحور العين من تسبيح الملائكة فليس فيهن أذىً " قال الله عزّوجل { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً } عواشق لأزواجهن { أَتْرَاباً } .