Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 9-11)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ } محمد صلى الله عليه وسلم { آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُمْ } الله بالقرآن ، وقيل : ليخرجكم الرسول بالدعوة { مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } . { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ثم بيّن سبحانه فضل السابقين في الانفاق والجهاد فقال عزّ من قائل " { لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ ٱلْفَتْحِ } يعني : فتح مكة في قول أكثر المفسرين . وقال الشعبي : هو صلح الحديبية قال : وقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أفتح هو ؟ قال : " نعم عظيم " وقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم { أُوْلَـٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ } أي من بعد الفتح { وَقَاتَلُواْ } . أخبرني عقيل أن المعافى أخبرهم عن محمد بن جرير حدّثني ابن البرقي ، حدّثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني زيد بن أسلم عن أبي سعيد التمار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يوشك أن يأتي قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم " . قال : من هم يا رسول الله ؟ قريش . قال : " لا هم أرق أفئدة وألين قلوباً " وأشار بيده إلى اليمن فقال : " هم أهل اليمن ، ألا إن الإيمان يمان والحكمة يمانية " فقلنا : يا رسول الله هم خير منّا ؟ قال : " والذي نفسي بيده لو كان لأحدهم جبل من ذهب ينفقه ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه " ثم جمع أصابعه ومدَّ خنصره فقال : " ألا إن هذا فضل ما بيننا وبين الناس لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل " . وروى محمد بن الفضل عن الكلبي أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وفي هذه الآية دلالة واضحة وحجة بيّنة على فضل أبي بكر بتقديمه لأنه أول من أسلم . أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا أبو بكر ، أخبرنا أحمد بن إسحاق الفقيه أخبرنا محمد بن أيوب ، أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ، حدّثنا عكرمة بن عماد ، حدّثنا شداد بن عبد الله أبو عمار وقد كان أدرك نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال أبو امامة لعمرو بن عبسة بأي شيء تدّعي أنك ربع الإسلام ؟ قال : إني كنت أرى الناس على الضلالة ولا أرى الأوثان شيئاً ، ثم سمعت عن رجل يخبرنا أخبار مكة فركبت راحلتي حتى قدمت عليه ، فإذا قومه عليه جرآء قال : قلت : ما أنت ؟ قال : أنا نبي . قلت : وما نبي ؟ قال : رسول الله . قلت : بأي شيء أرسلك ؟ قال : " أوحد الله ولا أشرك به شيئاً وكسر الأوثان وصلة الأرحام " " . قلت : من معك على هذا ؟ قال : حرّ وعبد . وإذا معه أبو بكر وبلال ، فأسلمت عند ذلك فلقد رأيتني ربع الإسلام . ولأنه أول من أظهر الإسلام : أخبرنا أبو محمد الأصبهاني ، أخبرنا أبو بكر الصعي ، أخبرنا عبدالله بن احمد بن حنبل ، أخبرنا أبي ، حدّثنا يحيى بن أبي كثير ، حدّثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله ابن مسعود قال : كان أول من أظهر الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأُمّه سمية وصهيب وبلال والمقداد . ولأنه أول من قاتل على الإسلام : أخبرنا أبو نصر النعمان بن محمد الجرجاني بها ، أخبرنا أبو الطاهر محمد بن الحسن المحمدآبادي وحدّثنا أبو قلابة ، حدّثنا يحيى بن أبي كثير ، حدّثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبدالله بن مسعود قال : أول من أظهر الإسلام بسيفه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه . ولأنه أول من أنفق على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله . أخبرنا عبدالله بن حامد ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب ، أخبرنا محمد بن يونس ، حدّثنا العلا بن عمرو الشيباني ، حدّثنا أبو إسحاق الفزاري ، حدّثنا سفيان بن سعيد عن آدم بن علي عن ابن عمر قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد خلّلها في صدره بخلال فقال : " أنفق ماله عليَّ قبل الفتح " . قال : فإن الله عزّوجل يقول : إقرأ عليه السلام وتقول له : أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط ؟ فقال أبو بكر : أأسخط ؟ إني عن ربي راض إني عن ربي راض . ولهذا قدّمه الصحابة على أنفسهم وأقروا له بالتقدم والسّبق . وأخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق ، أخبرنا محمد بن يونس عقبة بن سنان ، حدّثنا أبو بشر ، حدّثنا الهيصم بن شداخ عن الأعمش عن عمرو بن مرّة عن عبدالله بن سلمة عن علي رضي الله عنه قال : سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر وثلث عمر فلا أُوتي برجل فضلني على أبي بكر وعمر إلاّ جلدته جلد المفتري وطرح الشهادة . { وَكُلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } .