Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 114-119)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ } فيه إضمار أي قل لهم يا محمد أفغير اللّه { أَبْتَغِي حَكَماً } قاضياً بيني وبينكم ، { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً } مبيّناً يعني { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِي } يعني التوراة والإنجيل وهم مؤمنو أهل الكتاب . قال عطاء : هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ، وعمر وعثمان وعلي وأتباعهم رضي اللّه عنهم والكتاب هو القرآن . { يَعْلَمُونَ أَنَّهُ } يعني القرآن { مُنَزَّلٌ } . قرأ الحسن والأعمش وأبي عامر : وخص بالتشديد من التنزيل لأنه أنزل نجوماً مرة بعد مرة . وقرأ الباقون : بالتخفيف من الإنزال لقوله عز وجل يعني أنزل إليكم الكتاب { مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ * وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } قرأ أهل الكوفة كلمة : على الواحد والباقون : كلمات على الجمع ، واختلفوا في الكلمات . فقال قتادة : هي القرآن لا مبدل له لا يزيد المفترون ولا ينقصون . وقال بعضهم : هي أقضيته وعدالته { لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ } لا مغير لها { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ * وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي ٱلأَرْضِ } يعني الكفار { يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } عن دين اللّه ثم قال { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } يكذبون { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ } . قال بعضهم : موضع من نصب لأنّه ينزع الخافض وهو حرف الصفة أي بمن . وقيل : موضعه رفع لأنه بمعنى أي والرافع ليضل . وقيل : محله نصب لوقوع العلم عليه وأعلم بمعنى يعلم كقول حاتم الطائي : @ فحالفت طيء من دوننا حلفا واللّه أعلم ما كنا لهم خذلا @@ وقالت الخنساء : @ القوم أعلم أن جفنته تغدو غداة الريح أو تسري @@ { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ * فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } . قال ابن عباس : قال المشركون للمؤمنين : أنكم تعبدون اللّه فما قبل الله لكم الحق الحق أن تأكلوا مما قتلتم بسكاكينكم فنزل اللّه { فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } وقت الذبح يعني المذكاة بسم اللّه { إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ * وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ } وما يمنعكم أن لا تأكلوا { مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } من الذبائح { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } . قرأ الحسن وأبو رجاء [ الأعرج ] وقتادة والجبائي وطلحة ومجاهد وحميد وأهل المدينة : بالفتح فهما على معنى فصل اللّه ما حرمه عليكم لقوله إسم اللّه جرى ذكره تعالى . وقرأ محمد بن عامر وأبو عمرو : بضمهما على غير تسمية الفاعل لقوله ذكر . وقرأ أصحاب عبد اللّه وأهل الكوفة : فصل بالفتح يحرم بالضم . وقرأ عطية العوفي فصل مفتوحاً خفيفاً بمعنى قطع الحكم فيما حرم عليكم وهو ما ذكر في سورة المائدة قوله تعالى { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ } الآية [ المائدة : 3 ] { إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } من هذه الأشياء فإنه حلال لكم عند الإضطرار ثم قال { وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ } قرأ الحسن وأهل الكوفة : بضم الياء كقوله : يضلوك . وقرأ الباقون : بالفتح كقوله : من يضل ومن ضل { بِأَهْوَائِهِم } بمرادهم { بِغَيْرِ عِلْمٍ } حين دعوا إلى أكل الميتة { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ } المتجاوزين من الحلال إلى الحرام .