Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 36-45)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ } يعني المؤمنين الذين يسمعون الذكر فيتبعونه وينتفعون به دون من ختم اللّه على سمعه فلا يصغي إلى الحق { وَٱلْمَوْتَىٰ } يعني الكفار { يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ } مع الموتى { ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ وَقَالُواْ } يعني الحرث بن عامر وأصحابه . { لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } حالهم في نزولها { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } على التأكيد ، كما يقال : أخذت بيدي ، مشيت برجلي ونظرت بعيني . { إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ } يعني بعضهم من بعض والناس أمة والطير أمة والسباع أمة والدواب أمة ، وقيل : إلاّ أمم أمثالكم جماعات أمثالكم . وقال عطاء : أمثالكم في التوحيد [ ومعرفة اللّه ] وقيل : إلاّ أمم أمثالكم في التصور والتشخيص { مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ مِن شَيْءٍ } يعني في اللوح المحفوظ { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } . قال ابن عباس ، والضحّاك : حشرها : موتها . وقال أبو هريرة : في هذه الآية يحشر اللّه الخلق كلهم يوم القيامة البهائم والدواب والطيور وكل شيء فيبلغ من عذاب اللّه يومئذ أن يأخذ الجماء من القرناء ثم يقول : كوني تراباً فعند ذلك { وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً } [ النبأ : 40 ] . وقال عطاء : فإذا رأوا بني آدم وما فيه من الجزية ، قلت الحمد للّه الذي لم يجعلنا مثلكم فلا جنة نرجو ولا ناراً نخاف ، فيقول اللّه عز وجل لهم كونوا تراباً فحينئذ يتمنى الكافر أن يكون تراباً . وعن أبي ذر قال : " بينا أنا عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذ انتطحت عنزان فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أتدرون فيما إنتطحا " قالوا : لا ندري ، قال : لكن اللّه يدري ويقضي بينهما " { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } محمد والقرآن { صُمٌّ } لا يسمعون الخبر { وَبُكْمٌ } لا يتكلمون ، الخبر { فِي ٱلظُّلُمَاتِ } في ظلالات الكفر { مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ } يموتون على كفرهم { وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } قائم وهو الإسلام { قُلْ أَرَأَيْتُكُم } أي هل رأيتم والكاف فيه للتأكيد ، { إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ } يوم بدر وأحد والأحزاب وحنين ، { أَوْ أَتَتْكُمْ ٱلسَّاعَةُ أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ } في صرف العذاب ، { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } ثم قال { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ } تخلصون { فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ وَتَنسَوْنَ } تتركون { مَا تُشْرِكُونَ * وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ } فكفروا { فَأَخَذْنَاهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ } الفقر والجوع { وَٱلضَّرَّآءِ } المرض والزمانة { لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ } يؤمنون ويتوبون ويخضعون ويخشعون . { فَلَوْلاۤ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا } عذابنا { تَضَرَّعُواْ } فآمنوا فكشف عنهم { وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ } من الكفر والمعصية { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } أي أنكروا ما عظوا وأمروا به { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } أي بدلناهم مكان البلاء والشدة بالرخاء في العيش والصحة في الأبدان { حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ } أعجبوا { بِمَآ أُوتُوۤاْ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } فجأة امن ما كانوا بالعجب ما كانت الدنيا لهم ، { فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ } يئسون من كل خير . قال السدي : هالكون ، ابن كيسان : خاضعون ، وقال الحسن : منصتون . وقرأ عبد الرحمن السلمي : مبلسون بفتح اللام مفعولا بهم أي مؤيسون . وأصل الإبلاس الإطراق من الحزن والندم . وقال مجاهد : الإبلاس الفضيحة . وقال : إبن زيد المبلس الذي قد نزل به الشر الذي لا يدفعه . قال جعفر الصادق : فلما نسوا ما ذكروا به من التعظيم فتحنا عليهم أبواب كل شيء من النعم حتى إذا فرحوا بما أوتوا من الترفيه والتنعيم جاءتهم بغتة إلى سوء الجحيم { فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ } قال السدي : أصل القوم . قال قطرب : أخذهم يعني استؤصلوا وأهلكوا { ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } على إهلاكهم . روى عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا رأيت اللّه أعطى العباد ما يشاؤن على معاصيهم فإنما ذلك استدراج منه لهم " . ثم تلا هذه الآية { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } الآية " .