Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 95-99)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلْحَبِّ } أي فلق الحب عن النبات ، ومخرج منها الزرع وشاق النوى عن الشجر والنخل ومخرجها منها . وقال مجاهد : يعني الشقين الذين عناهما . وقال الضحاك : فالق الحب والنوى ، الحب جمع الحبة وهي كل ما لم يكن لها نواة مثل البر والشعير والذرة والحبوب كلها . { وَٱلنَّوَىٰ } جمع النواة وهي كل ما يكون له حب مثل الخوخ والمشمش والتمر والأجاص ونحوها . { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ ٱلْمَيِّتِ مِنَ ٱلْحَيِّ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } تصدون عن الحق { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } شاق عمود الصبح من ظلمة الليل وكاشفه . وقال الضحاك : خالق النهار ، والأصباح مصدر كالإقبال والإدبار وهي الإضاءة . وقرأ الحسن والقيسي : فالق الأَصباح بفتح الهمزة جعله جمع مثل قرص وأقراص . { وَجَعَلَ ٱلْلَّيْلَ سَكَناً } سكن فيه خلقه . وقرأ النخعي : فلق الأصباح وجعل الليل سكناً . وقرأ أهل الكوفة : فالق الأصباح وجعل الليل سكناً على الفعل إتباعاً للمصحف . وقرأ الباقون : كلاهما بالألف على الإسم . { وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ حُسْبَاناً } أي جعل الشمس والقمر بحساب لا يجاوزاه حتى ينتهيا إلى أقصى منازلهما . وقرأ [ يزيد بن قعنب ] : والشمس والقمر بالخفض عطفاً على اللفظ ، والحسبان مصدر كالنقصان والرحمان وقد يكون جمع حساب مثل شهاب وشهبان ، وركاب وركبان . { ذٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ * وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ } أي خلقها { لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُم } خلقكم وابتدأكم { مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } يعني آدم ( عليه السلام ) . { فَمُسْتَقَرٌّ } قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب : فمستقر بكسر القاف على الفاعل يعني فلكم مستقر . وقرأ الباقون : بفتح على معنى فلكم مستقر . واختلف المفسرون في المستقر والمستودع . فقال عبد اللّه بن مسعود : فمستقر في الرحم إلى أن يوادع مستودع في القبر إلى أن يبعث . وقال مقسم : مستقر حيث يأوي إليه ، ومستودع حيث يموت . وقال سعيد بن جبير : فمستقر في بطون الأمهات ، ومستودع في أصلاب الآباء . وقال : قال لي ابن عباس ( رضي الله عنه ) أتزوجت يابن جبير ؟ فقلت : لا وما أريد ذلك بوجه . قال : فضرب ظهري وقال : إنه مع ذلك ما كان مستودع في ظهرك فسيخرج . عكرمة عن ابن عباس : المستقر الذي قد خلق واستقر في الرحم ، والمستودع الذي قد استودع في الصلب مما لم يخلق بعد وهو خالقه . وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : المستقر في الرحم ، والمستودع ما استودع في أصلاب الرجال والدواب . مجاهد : فمستقر على ظهر الأرض في الدنيا . ومستودع عند اللّه تعالى في الآخرة . وقال أبو العالية : مستقرها أيام حياتها ، ومستودعها حيث تموت وحيث يبعث . وقال كرب : دعاني ابن عباس ( رضي الله عنه ) فقال : اكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم من عبد اللّه بن عباس إلى فلان حبر تيماء ، أما بعد فحدثني عن مستقر ومستودع . قال : ثم بعثني بالكتاب إلى اليهودي فأعطيته إياه ، فقال : مرحباً بكتاب خليلي من المسلمين فذهب إلى بيته ففتح أسفاطاً له كثيرة فجعل يطرح تلك الأشياء لا يلتفت إليها . قال : قلت له : ما شأنك ؟ قال : هذه أشياء كتبها اليهود ، حتى أخرج سفر موسى فنظر إليه مرتين فقال : مستقر في الرحم ومستقر فوق الأرض ومستقر تحت الأرض ومستقر حيث يصير إلى الجنة أو إلى النار ، ثم قرأ : { وَنُقِرُّ فِي ٱلأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ } [ الحج : 5 ] . وقرأ : { وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } [ البقرة : 36 ] . فقرأ الحسن : المستقر في القبر ، والمستودع في الدنيا ، وكان يقول : يا ابن آدم أنت وديعة في أهلك يوشك أن تلحق ، بصاحبك وأنشد قول لبيد : @ وما المال والأهلون إلا وديعة ولا بدّ يوماً أن تردّ الودائع @@ وقال سليمان بن يزيد العدوي في هذا المعنى : @ فجع الأحبة بالأحبة قبلنا فالناس مفجوع به ومفجع ومستودع أو مستقر مدخلا فالمستقر يزوره المستودع @@ { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ * وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ } من الماء ، وقيل : من النبات { خَضِراً } يعني أخضر ، وهو رطب البقول ، يقول : هو لك خضراً مظراً أي هنيئاً مريئاً . وقال نخلة : خضيرة : إذا كانت ترمي ببسرها أخضر قبل أن ينضج ، وقد اختضر الرجل واغتضر إذا مات شاباً مصححاً { وَمِنَ ٱلنَّخْلِ مِن طَلْعِهَا } أي ثمرها [ وكثيراً منها ] وما يطلع منها { قِنْوَانٌ } جمع قنو وهو العذق مثل صنو وصنوان . قال أبو عبيدة : [ ولا ضير بهذا الكلام ] . وقرأ الأعرج : قنوان بضم القاف ، وهي لغة قيس ، مثل قضبان . ولغة تميم : قنيان . وجمعه القليل أقنا مثل حنو وأحنا ، { دَانِيَةٌ } قريبة ينالها القائم والقاعد . وقال مجاهد : متدلّية . وقال قتادة : متهدّلة . وقال الضحاك قصار ملتزقة بالأرض . ومعنى الآية ومن النخل قنوانها دانية ومنها ما هي بعيدة فاكتفى بالقريبة عن البعيدة كقوله تعالى { سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ } [ النحل : 81 ] والبرد { وَجَنَّاتٍ } يعني وأخرجنا منه جنات . وقرأ يحيى بن يعمر والأعمش وعاصم : وجنات رفعاً نسقياً على قنوان لفظاً وإن لم يكن في المعنى من جنسها { مِّنْ أَعْنَابٍ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلرُّمَّانَ } يعني وشجر الزيتون والرمان ، فاكتفى بالتمر عن الشجر كقوله { وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } [ يوسف : 82 ] { مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ } قتادة : متشابه ورقه يختلف بثمره ، وقيل : مشتبهاً في المنظر غير متشابه في المطعم . وقال الحسن : الفعل منها ما يشبه بعضه بعضاً ومنها ما يخالف ، وقيل : مشتبهاً في الخلقة من منشأه من الحكمة { ٱنْظُرُوۤاْ إِلِىٰ ثَمَرِهِ } . قرأ أهل الكوفة : بضم الثاء والميم على جمع الثمار . وقرأ الباقون بفتحهما على جمع الثمرة مثل بعر ووبر { إِذَآ أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ } نضجه وإدراكه . وقرأ أبو رجاء ومحمد بن السميقع : ويانعه بالألف على الإسم { إِنَّ فِي ذٰلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } .