Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 59-64)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ } وهو نوح بن ملك بن متوشلح بن اخنوخ ، وهو إدريس بن مهلائيل بن يزد بن قيثان ابن انوش بن شيث بن آدم عليهم السلام ، وهو أول نبي بعد إدريس وكان نجاراً بعثه الله عزّ وجلّ إلى قومه وهو ابن خمسين سنة فقال لهم : { يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } قرأ محمد بن السميقع ( غيره ) بالنصب . قال الفراء : بعض بني [ أسد وقضاعة أجاز نصب [ غير ] في كل موضع يحسن فيه " إلا " ] تمّ الكلام قبلها أو لم يتم فيقولون : ما جاءني مشرك وما أتاني أحد غيرك . فأنشد الفضل : @ لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت حمامة في ذات أو قال @@ وقال الزجاج : قد يكون النصب من وجهين : أحدهما الاستثناء من غير [ جنسه ] . والثاني الحال من قوله { ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } لأن " غيره " نكرة ، وإن أضيف إلى المعارف . وقرأ أبو جعفر ويحيى بن وثّاب والأعمش والكسائي : { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } بكسر الراء على نعت الإله ، واختاره أبو عبيد ليكون كلاماً واحداً . وقرأ الباقون ( غيره ) بالرفع على وجهين : أحدهما : التقديم وإن كان مؤخّراً في اللفظ تقديره : مالكم غيره من إله غيره . والثاني أن يجعله نعت التأويل الاله لأن المعنى مالكم إله غيره { إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ } إن لم تؤمنوا { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ } يعني الأشراف والسادة ، وقال الفراء : هم الرجال ليست فيهم امرأة { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ } خطال وزوال عن الحق { مُّبِينٍ } يعني ظاهر { قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ } ولم يقل : ليست لأن معنى الضلالة الضال ، وقد يكون على معنى تقديم الفعل { وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ } قرأ أبو عمرو : وأُبلّغكم خفيفة في جميع القرآن لقوله : ( لقد أبلغتكم رسالات ربّي ) ، وليعلموا أن قد أبلغوا رسالات ربهم . ولأن جميع كتب الأنبياء نزلت دفعة واحدة [ منها ] القرآن ، وقرأ الباقون : أُبلّغكم بالتشديد واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لأنّها أجزل اللغتين ، قال الله : { بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } [ المائدة : 67 ] . { وَأَنصَحُ لَكُمْ } يقال [ بتخفيفه ] ونصحت له وشكرته وشكرت له { وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } من عقابه لا يرد عن القوم المجرمين { أَوَ عَجِبْتُمْ } الألف للإستفهام دخلت على واو العطف كأنه قال : إن أضعتم كذا وكذا { أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ } يعني نبوّة الرسالة ، وقيل : [ معجزة وبيان ] . { عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ } عذاب الله إن لم يؤمنوا { وَلِتَتَّقُواْ } [ ولكي يتّقوا ] الله { وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } لكي تُرحموا { فَكَذَّبُوهُ } يعني نوحاً { فَأَنجَيْنَاهُ } من الطوفان { وَٱلَّذِينَ مَعَهُ } قال ابن إسحاق : يعني بنيه الثلاثة ، سام وحام ويافث وأزواجهم وستة أناس ممن كان آمن به وحملهم في الفلك وهو السفينة . وقال الكلبي : كانوا ثمانين إنساناً أربعون ذكوراً وأربعون امرأة { وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ } عن الحق جاهلين بأمر الله ، وقال الضحاك : ( عمينَ ) كفّاراً . وقال الحسين بن الفضل : ( عمين ) في البصائر يقال : رجل عَمٍ عن الحق وأعمى في البصر . وقيل : العمي والأعمى واحد كالخضر والأخضر . وقال مقاتل : عموا عن نزول العذاب بهم وهو الحرث .