Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 14-19)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } : أي تطهّر من الشرك وقال : لا إله إلاّ الله ، هذا قول عطاء وعكرمة ورواية الوالي عن ابن عباس وسعيد بن جبير عنه أيضاً ، وقال الحسن : من كان عمله زاكياً ، وعن قتادة : عمل صالحاً وورعاً ، وعن أبو الأحوص : رضح من ماله وادّى زكاة ماله ، وكان ابن مسعود يقول : رحم الله إمرءاً تصدّق ثم صلّى ثم يقرأ هذه الآية ، وقال آخرون : هو صدقة الفطر ، وروى أبو هارون عن أبي سعيد الخدري ، في قوله سبحان : { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } قال : أعطى صدقة الفطر . { وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } قال : خرج إلى العيد فصلى . وروى عبيد الله بن عمر عن نافع قال : كان ابن عمر إذا صلّى الغداة يعني من يوم العيد قال : يا نافع أخرجت الصدقة فإن قلت نعم مضى إلى المصلّى وإن قلت لا قال : فالآن فأخرج ، فإنما نزلت هذه الآية في هذا { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } { وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } : وروى مروان بن معاوية عن أبي خالد قال : دخلت على أبي العالية فقال لي : إذا غدوت غداً إلى العيد فمرّ بي ، قال : فمررت به فقال : هل طمعت شيئاً ؟ قلت : نعم ، قال : أفضت على نفسك من الماء ، قلت : نعم ، قال : فأخبرني ما فعلت زكاتك ؟ قلت : قد وجهتها قال : إنما أردتك لهذا ثم قرأ { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } وقال : إنّ أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها ومن سقاية الماء ، ودليل هذا التأويل ما أخبرني الحسين قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن علي الهمداني قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن إسحاق الأصبهاني قال : حدّثنا حاتم بن يونس الجرجاني قال : حدّثنا دحيم قال : حدّثنا عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جدّه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } قال : " أخرج زكاة الفطر ، وخرج إلى المصلى فصلّى " . قلت : ولا أدري ما وجه هذا التأويل ، لأن هذه السورة مكيّة بالإجماع ولم يكن بمكّة عيد ، ولا زكاة فطر والله أعلم . { وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ } : أي وذكر ربّه ، وقيل : وذكر تسمية ربّه ، وقيل : هو تكبير العيد ، فصلّى صلاة العيد ، وقيل : الصلوات الخمس . يدل عليه ما أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أحمد ابن عبد الله قال : حدّثنا محمد بن عبد الله قال : حدّثنا عباد بن أحمد العمري قال : حدّثنا عمّي محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عطاء بن السائب عن ابن سابط عن جابر قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } قال : " من شهد أن لا إله إلاّ الله وخلع الأنداد وشهد أني رسول الله " { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } قال : " هي الصلوات الخمس ، والمحافظة عليها حين ينادى بها ، والإهتمام بمواقيتها ، وقيل : الصلاة ههنا الدعاء " . { بَلْ تُؤْثِرُونَ } ، قراءة العامة : بالتاء وتصديقهم قراءة أُبيّ بن كعب ، بل وأنتم تؤثرون ، وقرأ أبو عمرو بالياء ، يعني الاشقين . قال عرفجة الأشجعي : كنا عند إبن مسعود ، فقرأ هذه الآية ، فقال لنا : أتدرون لم آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة . قلنا : لا ، قال : لأن الدنيا أحضرت لنا ، وعُجّل لنا طعامها وشرابها نساؤها [ ولذتها وبهجتها ، وإن الآخرة غيبت لنا وزويت عنا ، فأخذنا بالعاجل وتركنا الآجل ] . { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ * إِنَّ هَـٰذَا } الذي ذكرت في هذه السورة ، وقال الكلبي : يعني من قوله : { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } إلى آخر السورة ، وقال ابن زيد يعني قوله : { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } قال قتادة : تتابعت كتب الله كما تسمعون إنّ الآخرة خيرٌ وأبقى . الضحّاك : إنّ هذا القرآن ، { لَفِي ٱلصُّحُفِ } الكتب { ٱلأُولَىٰ } واحدتها صحيفة ، { صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ } يقال : إنّ في صحف إبراهيم ينبغي للعاقل أن يكون حافظاً للسانه عارفاً بزمانه مقبلاً على شأنه ، وقال أبو ذر : " قلت : يا رسول الله كم الأنبياء ؟ قال : " مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً " قال : قلت : يا رسول الله كم المرسلون منهم ؟ قال : " ثلاثمائة وثلاثة عشر وبقيّتهم أنبياء " قلت : أكان آدم نبياً ؟ قال : نعم كلمه الله سبحانه وخلقه بيده ، يا أبا ذر أربعة من الأنبياء عرب : هود وصالح وشعيب ونبيك . قلت : يا رسول الله كم أنزل الله من كتاب ؟ قال : " مائة وأربع كتب ، منها على آدم عشر صحف ، وعلى شيث خمسين صحيفة ، وعلى أخنوح ، وهو إدريس ثلاثين صحيفة ، وهو أوّل من خطّ بالقلم ، وعلى إبراهيم عشر صحائف ، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان " .