Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 91, Ayat: 11-15)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ } بطغيانها وعداوتها . وروى عطاء الخراساني عن ابن عبّاس قال : اسم العذاب الذي جاءهم الطغوى ، فقال : كذّبت ثموت بعذابها . وقرأه العامّة بفتح الطاء ، وقرأ الحسن وحمّاد بن سلمة بطغواها بضمّ الطاء ، وهي لغة كالفتوى والفتُوى والفتيا { إِذِ ٱنبَعَثَ } قام { أَشْقَاهَا } وهو قدار بن سالف عاقر الناقة وكان رجلاً أشقر أزرق قصيراً ملتزق الخلق واسم أُمّه قديرة . أخبرنا محمد بن حمدون قال : أخبرنا مكّي قال : حدّثنا عبد الرحمن قال : حدّثنا سفيان قال : حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال : " ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عاقر الناقة وقال : " انتدب لها رجل ذو عزّ ومنعة في قومه كأبي زمعة " وذكر الحديث . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { نَاقَةَ ٱللَّهِ } إغراء وتحذير ، أي احذروا عقر ناقة الله ، كقولك : الأسد الأسد . { وَسُقْيَاهَا } شربها وسقيها من الماء ، فلا تزاحموها فيه ، كما قال الله سبحانه : { لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } [ الشعراء : 155 ] . { فَكَذَّبُوهُ } يعني صالحاً ( عليه السلام ) ، { فَعَقَرُوهَا } يعني الناقة { فَدَمْدَمَ } دمّر { عَلَيْهِمْ } وأهلكهم { رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ } بتكذيبهم رسوله وعقرهم ناقته . { فَسَوَّاهَا } فسوّى الدمدمة عليهم جميعاً ، عمّهم بها ، فلم يفلت منهم أحد . وقال المروج : الدمدمة : إهلاك باستئصال ، وقال بعض أهل اللغة : الدمدمة : الإدامة . تقول العرب : ناقة مدمومة أي سمينة مملوءة ، وقرأ عبد الله بن الزبير ( فدهدم عليهم ) بالهاء ، وهما لغتان ، كقولك امتقع لونه واهتقع إذا تغير . { وَلاَ يَخَافُ } قرأ أهل الحجاز والشام فلا بالفاء وكذلك هو في مصاحفهم ، الباقون بالواو ، وهكذا في مصاحفهم { عُقْبَاهَا } عاقبتها . واختلف العلماء في معنى ذلك ، فقال الحسن : يعني ولا يخاف الله من أحد تبعة في إهلاكهم ، وهي رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وقال الضحّاك والسدي والكلبي : هو راجع إلى العاقر ، وفي الكلام تقديم وتأخير معناه : إذ انبعث أشقاها ولا يخاف عقباها .